نصوص أدبية

أنا وسلمى وجارتنا النخلة

واقفة تراقبُ اسمها

وهو يخرج من فمه كأغنية ريفية

 

أنا وسلمى وجارتنا النخلة / بلقيس الملحم

 

-1-

 شقيقة الصمت

 تلك التي تحلِّق في الحلم والخيال

 في كل ليلة يسكن الفرات

تُولد من نجمة بعيدة

تهبط وهي تخبئ قبلة تحت لسانها

لا تنظري إليه

منهمكاً في رسم صورتك

أقول لها وأنا البعيدة عن تلك البلاد

دعيه يخترع أسماء الأشياء

سقي النخلات

دواليب الذكريات

وحكاية الذين لا يعودون

حيث لا ضغينة بعدك

ولا دهشة

واقفة تراقبُ اسمها وهو يخرج من فمه كأغنية ريفية

 

-2-

 يتسلل ضوؤها 

إلى قلبي

ليس من فولاذ ولا من حديد

قلبي بساتينها التي تمر فيها الأنهار

كلما وُلدتْ في السماء

أحس بملحها على جلدي

هنا على موج الخليج ..

                أو هناك في أرض العراق

وجهي يبزغُ الآن من دمعها

واسعة الروح

خفاقة الأفئدة

فأستدل على حزنه الذي لا يبلى

يقول وهو يسقي نخلتها "البرحية"*

حزني عليك كبير يا سلمى

ومن خيوط هذا الفرات

أدعوك لتحيكيه

 الآن تعالي

          فأصابعي متعبة

.

.

لكنها لا تأتي

تهبط في الماء

مثل دمعة مضيئة, خاطفة

حيث الأسماك الصغيرة

تحرك ساقيها لعلها تُثبّت الحياة في عينيه

من الميت إذًا؟

خُيِّل إليها أن النطق باسمها سيوقظ الدفء في أصابعه

لكنها لم تسمع منه سوى النحيب

.

.

-3-

 كلانا فكَّر أن يشتري لها الحياة

منذ أن رحلت سلمى وأسوار الحياة تعلن عن سقوطها

 ممهَّدة لشتلات القداح

عبور البوابة الأخيرة للموت

ترى ماذا سيكون هناك؟

 هل سيختفي بخار الأسئلة أم أنه سيتكثف ويزداد؟

نقطتان تناثرتا ولمعتا كالبلور

 هي وأنتَ من شُغفت بحبها

 كأن هاتين النقطتين فقط

 هما الحقيقة المطلقة وكل ما عداهما وهم وسراب..

 

بلقيس الملحم/ شاعرة من السعودية

...................

*نص مهدى للراحلة سلمى. زوجة القاص والأديب صباح جاسم.

*البرحي نوع من النخيل المشهور في العراق

 

في نصوص اليوم