نصوص أدبية

أقدار

وقد خانتِ الأمواجُ زورقَ روحهِ

فمالتْ إلى حيـث الرزايا جوانبُهْ

أقدار / عبد الفتاح المطلبي

 

خليلانِ  لُــــــــــبٌ يدّعيهِ وخالبُه

وخصمان مطلوبٌ لحـيْفٍ وطالبُه

وقلبٌ وتحنانُ الحمـــــــامِ ونخلةٌ

يحجّ إليها بيــــــــتُ شعرٍ وكاتبُه

وبحرٌ يُغيظُ النوءَ كــــــلَّ قصيدةٍ

ويَغمدُ سيفَ البوحِ وهو يحاربُه

وقد خانتِ الأمواجُ زورقَ روحهِ

فمالتْ إلى حيـث الرزايا جوانبُهْ

وظنَّ بأن الأمــــــر رهنٌ ببرهةٍ

وعَضَّ علـى حبـــل المنيةِ غاربُهْ

توقدَ فـــــــــي تلك الأحايين قلبُهُ

فما يكتوي إلا الشغافُ وصاحبُه

تداعتْ بيومِ الروعِ ذكرىً قديمةٌ

فشاغلَهُ عن حاضــرالأمرغائبُه

وسربلهُ وهنُ الحكايـاتِ فانهوى

وحطَّ على أطــلالهِ الدُهمِ ناعبُه

ولمّا رأى فــــــي كلّ شبرٍ منيّةً

تصيحُ بهِ أنّـــــــى اتقاها نواحبُه

وكانَ إذا ضاقتْ عليـــــه بأفقِها

ينادي أيا شوقاً فيأتيـــــه لائبُه

وتحتشد الآهات فــــــوق جراحهِ

فينفتقُ الشــــــافي وينزفُ لازبُه

رآها بعينيهِ وأصـــــــــغى بقلبه

تُربي المنايا وهــي تطفو قواربُه

أمانيهِ أوهامٌ  وآمـــــــــالهُ سُدى

تشابه مأمولُ المـــــرامِ وعازبُه

وحثَّ على درب التباريح خطوُهُ

وجرّبَ دهراً ثــم خابتْ تجاربُه

وليلٍ تغشّــــــــــاهُ بأحلكِ ظُلمةٍ

تنوبُ عــــن الأفراحِ فيه نوائبُه

ففيمَ إذنْ يا صـــاحِ كنتَ تلومُه

لكلِّ امرءٍ زلاّتـُــــــــهُ ومعايبُه

إذا كانت الآلام فـي المرء خلّةً

فجدْ لي امـرءاً لاتعتريه مثالبُه

إذا المرءُ لم يعشقْ طوالَ حياتهِ

فأينَ مزاياهُ وأيــــــــــنَ مناقبُه

وما الكأس إلا لذةً حيـن سكرةٍ

ولكنها بعد الحُميّـــــــا تشاغبه

تداركك الأمــــران حلمٌ ويقظةٌ

كأنهما شوكُ القتــــــادِ وحاطبُه

فما وسنتْ عيــنُ الأماني دقبقةً

ولا الحلم أطرافَ النهار يُداعبُه

كأن الهوى ديرٌ وناقوسُهُ الجوى

وأن فؤادي فـــــي لياليهِ راهبُه

تمرُّ الليالي لعنةً إثــــــــرَ لعنةٍ

وتتركُ ما يشقى بـــــه ِ ويُغالبُه

لها لهبٌ فــــي القلبِ يكتمُ سرّهُ

يعيثُ به حتـــــى تشيب ذوائبُه

فيا للنوى والشــوق كأسٌ يعبُّها

سلافتها وجــــدٌ تلظتْ رواسبُه

وساعـاتهُ أفعى هضابٍ طويلةٌ

تفحّ فحيحاً والثـــــواني عقاربُه

وما خلق الله الفـــــؤادَ محصّناً

لكل فؤادٍ فــــي الحياةِ مصائبُه

 

 

 

في نصوص اليوم