نصوص أدبية

يا صبر روحي

وعلى الرصيفِ تناثرتْ في الليلِ

هاربةً خطى الأحلامِ تجفو 

 

يا صبر روحي / جابـر السوداني

 

ستظلُ تومئُ للجهاتِ جدائلي

أسرابَ طيرٍ جامحاتً في الضبابْ.   

قدْ راعَها مني انكسارُ صلابتي  

فتقحمتْ كالسيلِ ما بين المجرةِ والسحابْ.  

وعلى خريفِ العمرِ في عثراتِها

جفلتْ وما عبرتْ إلى المأوى خطاي

وجرتْ دموعي مثلَ نهرٍ راكضٍ

طمرتهُ أتربهُ الصحاري والسديمْ.

والأرضُ لاهثةٌ تدورُ

كما تدورُ الريحُ في رئةِ الفصولْ. 

وكما النساءِ الناحباتِ على الجراحْ

تزولُ أسبابُ الوجودِ ولا تزولْ.

بكيتُ من وجعي على عتباتِ تلك الدارِ

 وانهمرتْ كطوفانٍ دموعي

وعلى الرصيفِ تناثرتْ في الليلِ

هاربةً خطى الأحلامِ تجفو 

مثلما يجفو الصدى في كل طيفْ.

وينثُّ في روحي

مرارتهُ دموعاً ساكباتٍ

كالغيم إذ يأتي به ليلُ الخريفْ.

والعاشقونَ كما الرياحِ

تجوسُ في وجدانِهم أمطارُ صيفْ.

رحلوا تباعاً سادرينَ

بلوعةِ الأمسِ المخيفْ.

متغربينَ نفـرُّ من عشقٍ إلى عشقٍ

ومن طيفٍ لطيفْ.

نسعى كما تسعى السحابةُ

جريُـنا ينتابُـهُ حلمٌ شفيفْ.

هل ماتَ في نافذتي ضوءُ النهارْ.

أمْ إن هذا العمرُ مذْ بدء المساءُ

وضاقَ بي شيئا فشيئا

لم يعدْ في جنتي مأوى

وماتتْ كلُّ أحلامي

تلاشى كلُّ ما حولي وظلَ هو المدارْ.  

نفرُّ من وجعٍ إلى وجعٍ

تُـعانقُـنا المتاهةُ باكتئابْ.

وندورُ في

زمنِ التشظي كالفواجعِ صاخبينَ بكلِ باب

 

 

في نصوص اليوم