نصوص أدبية

المقهى القديم المقهى الجديد

وإن هدّمُوا… وإن ردَمُوا قالتْ

أجيءُ بين الحُلم و الحُلم

souf obid

المقهى القديم المقهى الجديد / سُوف عبيد

 

وداعًا بلا عتاب

وتعودُ

خُطايَ إلى المقهَى القديمِ

كان المَشربُ على اليسارِ

ذكرى لأصحابِي

فصارتِ الكأسُ مَجراهَا اليمينُ

والجالسونَ على اِنتظارِ

قد وقفُوا ثم اِرتحلوا

بالأعوامِ على عَجلٍ

أرى…لا أرى

وحدَها المَرايا

لمّاعةٌ

هُنّ سبعٌ وسبعونَ من بياضِ الثّلج

على هامتِي

غير أنّ الشّمسَ في الشّارع

زقزقاتٌ و لوحاتٌ

فتونسُ العصافيرُ ما بَرِحتْ

وما بَحّتْ

وإن قطعُوا شجرَ باب البحر قالتْ

سأبني أعشاشِي في السُّطوح

وفي زوايا الجُدْران

وعلى الأسلاك قالتْ

وإن هدّمُوا… وإن ردَمُوا قالتْ

أجيءُ بين الحُلم و الحُلم

أسرابًا أسرابًا… فوقَ الجُفون

مُزقزقةً في طيّاتِ المعاطفِ

وإن طال الشّتاءُ

سأنسابُ

وأبني أعشاشِي في القلوبِ

قالت

الخضراءُ خضراءُ

في كل الفُصول

كلُّ نافذة نافذتِي

كلُّ بابٍ مَفتوحٍ

لأحبابِي

عندما أدخلتُ يدي في جيبِي

مُنصرفًا

كدتُ ألامِسُ ريشَها

فأسرعَ النّادلُ وتَلقّانِي

ثمّ هَشَّ وبَشَّ وقال

هو أنتَ…وبالأحضان…

قهوتُكَ يا سيّدِي

على حسابِي

 

 

....................

* هو مقهى ـ الكون ـ بشارع الحبيب بورقيبة في تونس العاصمة

 

في نصوص اليوم