نصوص أدبية

قبل ان يموت جسد المهاجر

واعضائي لاتستجيب ... هل هو الموت جاء ... ام انه القدرْ.

تمهل ايها الجسد ... ارجوك استجيب ... فسياطك تؤلمني ...  لاتمت في هذا البلد الجليد.

اعلم انك دالف عني ... واعترف انني قسوت عليك ... لكن لم يكن بخياري ... محطاتي كلها اجبرت عليها ... كي لاتقتل او تنتهك كرامتك

كنت في كل مرة احملك بعيدا ... أغير لونك ... واعطيك اسم جديد ... فيهدر المطر ... انه القدر ... زال لونك ... ليرجع اسمك بائس تعيس ... أرجوك ايها الجسد ... امنحني فرصة اخيرة ... لازال هناك وميض أمل ... لازالت هناك لقاءات لم تتحقق ... لازال هناك وطن ...  حبيبة هناك ... أمٌ هناك ... فراتٌ هناك ... أرض هناك أمان ... هي النجف السلام.

أوهمتني ايها الجسد انني جبل جليد ... واستطيع أن أحتضن الشمس

تسلقت‘ خيوط الشمس ... صهرتني ... حتى صرت نهر قهر ... ضمآن

ضمآن يرتجي قطرة مطر ... أرجوك أيها الجسد ... أرجوك لاتتخل عني ... تمسك بروحي ... فليست هذه أرضي ... ولم تحفر فيها ذكرياتي ... فكل ماحولي مستأجر ... سريري والهواء والشجر ... أعلم انك مللت مغامراتي ... وارتويت علقم من نهر احلامي ... ماذا عساي ... جادتي تحول نحو السراب ... لكِ عني ايتها الروح ... لكِ عني لا لن اعودْ ... فقد طويت المسافات ... السيئات والحسنات ... فقد مللت التجارب والحكايات ... أنسيت أنسيت يوم صارت اليَ لياليا ... طربت سياط الطغاة على أوجاعي ...

وتركْتني بلا شراع ... ألاطم الموج ... أتكأ بلا جدوى على الماء ... ورحت تحتسي الصبر في حديقة العاطلين عن الامل

انتشلت جذوري واحدا بعد اخر ... وغرستني في ارض ... لانهر فيها ... ولا مطر ... خشبة يابسة فيها عشعشت جيوب العصافير ... تغفو على انيني ...

لك عني ايتها الروح ... لك عني ... أسيرة لماضي سبوس ... لا لن اعود ... بعد أن تحرر قلبي من قيدك ... لا لن أعود ... لأحلامك المبعثرة ... تدعين لك وطن ... ولك تأريخ ... ولك قمر يضئ الامل ... نشرت أوردتي في شفاه العاهرات ... لم تكن قُبل ... بل كانت شعارات ... وأوهمتني انه حب الوطن

 سراب هو يخدعك هالجٌ ... خريفك ات ايتها الروح ... تأرجحي وتأرجحي ... فالريح اتٍ لاترقصي ...

 ... لملمي سكراتك حان وقت الوداع ... حان وقت الوداع ...

ايتها الطيور المهاجرة لبلاد القصب ... خذي من مقلتي دمعتين

فهذا ماتبقى لي من ركام السنين

وحلقي نحو الجنوب حيث بلاد الرافدين ... واذرفي الدمع هناك

حيث امير المؤمنين ... واشكي له لوعة نامت بقلبي سنين

إمامي ابا الحسنين ... لك من مهاجر شكوى غريب

يرامق بعِرق لايحيا ولايموت ... أمسينا واصبحنا بلا وطن

نفينا وقالوا الهجر موطنكم ... نسونا رب الكون ينسيهم

الا لعنة الله على كرسيهم ... جِمامه سرايانا التي انتفضت

في وجه طاغ مق يزيد في ظلمه

في شهر شعبان حملنا لواء الحق مرتفعا ... زحفناوصدورنا نحوالمنية مشرعة ... طوبى لزحف بين قضبان الحديد قد غدا ... طوبى لزحف في النهار توهجا ... شرفنا على دول تشرفت بأسرانا ... ومضَنا جرح الفراق لتربة ... طهرت بال الرسول محمد

 

حسن مدنف

اوسلو

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1272 الاربعاء 30/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم