نصوص أدبية

في سيرة الوطن

و أطــــأُ الأشواك لأجلِ عُلاك،

يا حُلما يؤرقني وأعشقُه..

mohamad almahdi

في سيرة الوطن.. / محمد المهدي

 

متى تأتيني الطريق طوعا أو كرها،

أسألك يا وطني !

و متى تطويني المسافات على امتدادك،

فانفرش عبقا من تراب ..

ألامس خدك الندي،

فأذوب مع الشهقات والنهــدات .

و أنسل من خلف الفسائل

و السنابل روحا عاتية لغدك الهروب..

لك وطني كل الكل،

وظل الظل،

و ماتنفس من وابل أو طـــل ..

ولك الخلود بعد الخلود،

ولك الوجود بعد الوجود .

أنا لست دَهريا،

لاَ، ولست أُهلّلُ للجُحود ..

إن هي إلا خواطرُ بها القصيدُ يَجود .

إنما بريق السماء،

وخريرُ الماء فَكَّ عُقالــَـها،

من رَحِم الشّجون و به تَـلــوذ ..

نسيرُ معا على مَمْشى العشق

المعشعش بين مفاصل الخطوات ..

يَلُفُّنا الليل بِرداء الصّمت

وأحاديث النّيّــام .

نَرقب الحلم الذي جاء بنا إلى باحة الوطن،

ونرفع بيارق الولاء للعَلَـن ..

أ تدري يا تراب الوطن،

كم قدرا يَقْدُرُ بي كي أُرضيك؟

وكم حَيواتٍ أَحياها شهيدا كي أَفديك؟

كم روحا نَـديّة سامَها الوَجد عذاباتٍ أُهديك !

سنمضي معا ..

ومعا نطوي القلب في سماء بكل نبض .

وندس المسافات بيننا،

لعل دفق الحب يفيض

على ضفاف الحياة ..

أترسمني يا وطني على جبين

الناس لاجئا بلا وطن !

أو تغتالُني مثل أغنية عَصماء

من دون لحن أو شجن !

فإني و إن طال الزمن،

أهواك يا وطني كما أهوى  المِحن .

وأطــــأُ الأشواك لأجلِ عُلاك،

يا حُلما يؤرقني و أعشقُه..

تدنى في الفؤاد قطوفا،

فصار معبودا ألوذ به،

كلما قلب لي الدهر  المجن .

صرف الله عنك وطني صروف الدهر،

ووقاك شَرّ الفِتن .

 

محمد المهدي - المغرب 

 

في نصوص اليوم