نصوص أدبية

البحرُ والذكرى

من قصائد

الزمن الفائت

adnan aldhahir

البحرُ والذكرى / عدنان الظاهر 

قالت كفّانا:

لا أملٌ في لُقيا أُخرى

شمّوا أنسامَ البحرِ وناموا

فوقَ الرملِ جياعاً أمواتاً عطشى

لا حبٌّ يأتي بعدَ قراءةِ فاتحةِ الموتى والموتِ

....

أتَذَكّرُها ...

ما بينَ الجَزْرِ وطغيانِ المدِّ

أتذَكَرُ أعواماً ضاعتْ هَدْراً

آناً في البيتِ المسقوفِ على أضلعِ إغواءِ الشيطانِ

وآونةً نلهو

في أبحرِ بعضِ البلدانِ

نخترقُ الساحلَ  رملاً أو شمْسا

نتبادلُ شوقَ عرائسِ موجاتِ البحرِ

لا نخجلُ أنّا نهوى

نتساقطُ ما بينَ أناملِ نجوانا حبّاتٍ من رملِ

...

جلَسَتْ والدمعُ حُبيباتٌ تتألّقُ ماساً في شمسِ

تقرأُ في لوحِ كتابِ الغيبِ المجهولِ

وأنا أتمّلى

هذا المخلوقَ المُدهشَ لا يقرأُ خوفاً في صدري

وتُبلّلُ سِفْرَ الفُرقةِ والعزلِ

بمزيجِ الدمعِ وحبّاتِ الرملِ

وتقولُ سَقَطنا

لنُعاني أكثرَ مّما عانينا قَبْلا

فلماذا جدّدنا جُرحا

أوشكَ أنْ يبتلّ فنبرا

ولماذا عُدنا

لقراءةِ ما حالَ وبدّلَ لونا

ولماذا قبلتْ عّرْضاً مشبوهاً أصلا

وقراراً فَرّقنا شرقاً ـ غَرْبا

ولماذا بعدَ شتاءِ الُفرقةِ صيّفنا ؟

 

في نصوص اليوم