نصوص أدبية

لا حليف للصعلكة سواه

حين يرمي لوحة نعالهِ على وجهك

ليتك تتعظ أيها الحافي من النبل

jawadkadom gloom

لا حليف للصعلكة سواه / جواد غلوم

 

مداسي المنتفخ بأورامٍ عتيقة

رفيق أرصفتي  المنشورة بالأسفار والقراطيس

أذبلتَ عودي وأيبستَ نضارتي

تُذكّرني بأحلامي الممزقة التي خرقَـتْها النضالات الواهية

انتعلها أمراءُ الحروب

سلبوها من حشاشة آمالي

الأزقة الخلفية المبتلاة بأقدامي تناديهِ فيأبى العودة

نعالي العتيق المغبرّ مثل وجوه أصدقائي

ورفاقي المهووسين بالسلطة

أطيانه اللاصقة مثل شوارع مدينتي الملأى بالوحل

لاتقل ايها النذل الارستقراطي

إنّ إناقة الرجل تبدأ من حذائه

فالوجه والحذاء توأمتْهما الشراهة

وغمام الدمامة يطال ويتسافل بين هذا وذاك

لكن إناقتي الفقيرة بدأت من جوربي الممزق

فليسخر حذائي تهكّما حين يرى أصابعي ...

تتطلع اليه من خلل الثقوب

ليت قدميّ النافرتين تتقيآ نعليَّ

تهجر أرصفتي

فادهس أتعابي بحذائي

ثلاثة من زعماء امّة حمورابي  العاقّون قالوا :

منصب السلطة تحت حذائي

أنت ياعابر سبيل الأزمنة والأمكنة

لاتعشق الأرصفة

سترحل عنها الى الصالات ومقاصف الترف

ستنتعل حذاء "تيمبرلاند" الفاخر من عاصمة الروم

فتقبّل شتيمة "فان كوخ"

حين يرمي لوحة نعالهِ على وجهك

ليتك تتعظ أيها الحافي من النبل

البسْهُ كي تُخفي شقوقَ عقبَي قدميك

 

جواد غلوم

 

 

في نصوص اليوم