نصوص أدبية
قلبي وطني
قلبي مِشكاةٌ من مــاء وطيــن،
تُرتق عُروةَ الإنسان
المُرَغّم في الوجَع الأنيــــــن .
قلبي وطني / محمد المهدي
قلبي وطني وسِرُّ أحلامي..
أُسَيّجُـهُ بأحرفٍ شائكة من حَنين،
وأدُسّ عَبر مَفاصله تاريخَ الأنـين .
قلبي فضاءٌ رحبٌ بين الضلوع ..
ليس فيه غِـلّ أو مُقامٌ للدّموع .
إنْ تُهتُ عن الطريق يَــهديني
وروحَ العزيمةِ يَسقينــــي
قلبي وَطَني،
يَحضُنُني ويَحويني
ومن ِرياح الحياةِ يَؤويني .
قلبي شظيةٌ من شظايا السّنين،
ودفقةَ من صدى الحَنين..
يرومُ سُهادُها أَطيافَ العِشق،
وأحلامَ المُغرميــن .
قلبي مِشكاةٌ من مــاء وطيــن،
تُرتق عُروةَ الإنسان المُرَغّم في الوجَع الأنيــــــن .
تَنْسِـلُ الروحُ من ثُقوبه،
المُتْـرعَة على الأمــل والقول المُبين .
تُرى ما الذي يَجعل قَطرَ النّدى
ينصاعُ إلى مَلمَس الفَنَــن الغَض يحذوه الحنين !
أَهُو الشّوقُ يَجذِبُه إلى ارتشاف خَـدّ الوَرد !
أم هُو الوُدُّ يَسْرِي في عُروق الوُد !
فيكونُ اللقاء على رُبى الشّفاه،
وأساريرَ الخُدود خَــدّا بِخَــد !!
سِرّ جُنوني بعضٌ من ظُـنوني،
والبعضُ الآخرُ طَيفٌ يُثقِـلُ جُفونــي .
يَشْذو في أُذُني كل حين ..
فيَقتُلني ثم يَعود ليُحيِينــي .
سـرّ قلبي سُكون الوطن بين ثناياهُ،
فسَطوة الحُبّ لا تستأذِنُني،
إذا ما تَسلّـلَ سُهــامُ الشمس عَبر الوريد،
يُطالبُ العاشقَ المريــدَ المــزيــــد .
و إذا ما هَبَّ نسيمٌ على بلادي،
حَرّك السَّواكِنَ فتَثورُ شُجُونــي،
و كُلّما تَدَثَّرتُ بالصّبر مُتَصَنِّعـــا،
تَفضحُني العَبْرة تحينَ تَغمُر جُفــوني .
وَلِعاصفةِ الشّوقِ مَرْقدٌ في عُيوني،
وامتدادٌ على مَرمَى الأُفـق
المُتْـرعِ على امتدادِ جَبيـنــي .
قلبي وطني ..
لهُ الخُلود حَدّ الــحَــــدّ،
و لهُ الـنَّوال والأخــــذ،
على امتدادِ العَطاء
من ابتداء الجِــدّ إلى مُنتهــى الجِــــد.
قلبي حُطامُ السّنيــن،
وما تَبقى من شَتات الشُّجون،
قلبي غُصنُ زيتون،
ونايٌ حزينٌ من عَطايا المَنون .
انتصبَ على أطرافِ الكَـون،
حين قال له اللهُ كُــــــن !!
فقال سـأكــون ..
بسِــرِّك سأكــون .
محمد المهدي ــــ تاوريرت ـ المغرب