نصوص أدبية

بلى أيها الليل

تدافعَ بيْ نبضٌ يُشـــاكسُ بعضه

فلا داخلٌ حيٌّ ولا مــاتَ خارجُه

abdulfatah almutalibi

بلى أيها الليل / عبد الفتاح المطلبي

 

سَعى الليلُ بيْ غُرْماً فطالتْ مدارِجُهْ

وراحتْ بآلامي تُباهي مَعـــــارِجُهْ

 

تجيشُ بهِ مـــــــن أمنياتي كتائبٌ

يُطيحُ بها طوراً وطـــوراً تحاججُه

 

وكانتْ بهِ كيـــــفَ اشتهاها تعودُهُ

طوالاً عذاباتي  قصـــاراً مباهجُهْ

 

تُقلبُني ساعاتُهُ مــــــــــــثل قشّةٍ

تحطُّ فيُعليها مـــــن الموج هائجُهْ

 

ألا أيها الليل الذي يمنـــع الكرى

أتفتحُ با باً موصداً ضلَّ والجُه

 

وتسألُني  ما بي؟ ألســـتَ مُكابراً؟

بلى أيها الليل الذي ضــجَّ ناشجُه

 

بلى أنت من يدري بنيرانِ مهجتي

وأن نزيـــــفا ًفي فــؤادي يُعالجُه

 

نزيفٌ إذا أوقفتُـــــــــهُ آضَ فاقهاً

وإن سالَ يدعوني إلى اليأسِ ساذجُه

 

له لونُ راياتِ النــــــوى غيرَ أنهُ

يلذُّ إذا ما أثمر الشــــوقَ ناضجُه

 

تدافعَ بيْ نبضٌ يُشـــاكسُ بعضه

فلا داخلٌ حيٌّ ولا مــاتَ خارجُه

 

ولو كان يدري فــي نواياكَ أنها

تقودُ إلى دربٍ ومــا أنت ناهجُه

 

لهمَّ إلى رأب الصدوع وما وَنى

ورمم بيت الحزنِ وهـــو يُخالجُه

 

ولكنْ رَمَتْهُ الجائحـــــــاتُ بفالجٍ

فنازعه نيلَ المســـــراتِ فالجُه

 

ولو كانَ فــي رأي الليالي رجاحةً

لكانَ لهُ فيــــــــها بدوراً تواشجُه

 

على نولِها الداجي يمــــــدّ نياطَهُ

لينسجَ حتــــــى يقطع الليلَ دالجُه

 

نسيجٌ إذا جـــــــــاءالنهارِ يحوكُهُ

فينقضهُ فــــــي هدأةِ الليلِ ناسجُه

 

وكم هبّ إعصـــارُ التباريح بغتةً

فأسرفَ فـي لوم النواعيــرِ لاهجُه

 

تدور ولا تحسو مـن النهرِ حسوةً

كقنديل دربٍ ضلَّ في الليلِ سارجُه

 

فلا الماءُ مجلوبُ ولا الريح ترعوي

وما زال في دربِ المُحبين عائجُه

 

وهل مذنبٌ لــــو ذاب قلبٌ صبابةً

ألا إن  مـا يحلو من الـكرمِ رائجُه

 

وما حاجـة الملهوف للكاسِ مزحةً

فكلّ امرئٍ يدري بمــا هـو حائجُه

 

 

في نصوص اليوم