نصوص أدبية

أختبار عاشق

أعد لي ظبيةً لو مَرَ فيها

سوادُ الليل سافَرَ بالضياءِ

husan alharbialmohami

أختبار عاشق / حسين الحربي

 

أتوقُ اليكِ في عطرِ الشتاءِ* **مع الأمطار لو لثَمت ردائي

ويخفقُ خافقي من غيرِ نبضٍ ***ويمرضُ كُلُّ مابي دونَ داءِ

يأستُ ولا حدود لبحرِ يأسي ***يسيرُ بيَّ الامامُ الى الوراءِ

كبرتُ مِنَ النوى عشرينَ عاماً***أنا الضمآنُ في أنهارِ ماءِ

عجبتُ فكلما قلتُ أنتهينا***رأيتُ العشقَ يبدأ بأنتهاءِ

تَغَيَبَ شَخصُهاعني ولكن ***لها رَغمَ التباعُدِ إنتمائي

دعوتُ الله أن تدنو فبانت ***كأنَ البين جاءَ بهِ دُعائي

لقاءُ الموت أسمى أمنياتي ***اذا قالَ الحبيبُ الى اللقاءِ

رَجوتُ الرَبَ مراتٍ ولما***بكيتُ بكى الملائكُ من رجائي

فراحوا يسألونَ الربَ يُدني ***اليَّ حبيبتي بَعدَ الثناءِ

فقالَ الربُ أبعدناهُ عَنها ***لِيُسمِعنا قصائدَ في التنائي

وأنا لو رضينا منهُ شعراً***أعدناها اليهِ بلا عناءِ

فَقُلتُ رضيتُ ياربي أختبارا***قَبِلتُ بما تراهُ منَ القضاءِ

أعد لي ظبيةً لو مَرَ فيها***سوادُ الليل سافَرَ بالضياءِ

وان كُنا بِدربٍ فيهِ مرت***سَكرنا ما أفقنا بالشذاءِ

ولو بالحُلمِ يا ربي تَعرت* ***تراني بالحقيقةِ في العَراءِ

مليكُ المُلك ان هو هامَ فيها***وعنهُ نأت لأجهَشَ بالبكاءِ

لها نهدٌ جَمَعتَ بهِ اللألي ***بِحَضرتِهِ أميلُ الى الجداءِ

يَدورُ كَكَوكبٍ ويفوحُ عِطراً***ويدعوني اليهِ بكبرياءِ

ويَرقُصُ دونَ أيقاعٍ يُغني ***ويَبكي بأزديادِ الأشتهاءِ

ويَصمُتُ تارةً ويبوحُ أخرى***يُسَبِحُ مِثلَ كُلِ الاولياءِ

كَوَجهِ الطِفلِ ناهِدُها بريءٌ***خُرافيُّ التَوَهُجِ والنقاءِ

وَحَلماتٍ أذا ما أظهرتها ***سَتُبصِرُ مُقلتاهُ أبو العلاءِ

وشقٌ بينَ عنقودين يُغري ***على جنبيهِ زَهرُ الكَستناءِ

وَوجهٌ بالحَياءِ صَبغتَ لكن***يَزيدُ بهِ الجمالُ بلا حَياءِ

وقولٌ مِن فَمٍ لو حَدَثتنا ***غَرِقنا في بحورِ الانتشاءِ

وَعينٌ لا تُشابِهُها عُيونٌ ***سوداءٌ وَما عينُ الظباءِ

وَحاجِبُ حَدُهُ سيفٌ تَراني ***بِلا طَعنٍ رأيتُ بهِ فنائي

وَشعرٌ أسودٌ لو صَفَفَتهُ***عليها قَد تَسيرُ بلا رِداءِ

وأذنٌ كالفَراشةِ قُربَ حَقلٍ***مِنَ الأزهار يُغريها نِدائي

وَخالٌ كالجَزيرةِ في مُحيطٍ***بِعينِ الربِ مُكتَمِلُ الرَواءِ

وَمَبسَمُ لؤلؤٌ غَطاهُ تِبرٌ ***أذا ضَحِكت تلاشى بي عَزائي

وعُنقٌ مِثلَ لُبِ النخل شَمٌ***لأنثى أحتوت كُلَ النِساءِ

وَخَدٌ لامِعٌ جَذلٌ رقيقٌ ***أنيقُ الوجنتينِ بلا طِلاءِ

وكَفٌ عَندَليبٌ بابليٌ*** ***يُغني في الصباحِ وفي المَساءِ

وَخوخةُ بينَ أغصانٍ تَدَلت***تُذيبُ الشَهدَ عِندَ الأرتخاءِ

أذا لامَستُها في طَرفِ سَيفي***تَراها بينَ أهٍ والتواءِ

وأشفِقُ لَذةً ولَهاً عليها ***فأطعنُها لِحينِ الانطفاءِ

كَشوقِ الماءِ للصَحراءِ شوقي***كَشوقِ الصيفِ أحضانَ الشتاءِ

أصطِفاءُ الناس في الدُنيا بكفٍ***وفي كفٍ أنا وَحدي أصطفائي

نأت سَمراءُ يارباهُ عَني ***ومُذ عَني نأت أنا عَنكَ نائي

أعِدها والصلاةُ أقيمُ عَشراً***وأختَتِمُ النوافِلَ بالدُعاءِ

رَضيتُ بِساعةٍ مِنها لِقاءً ***بِكُلِ العُمرِ*عُمري باللقاءِ

فأن قالت دَقائقَ قُلتُ راضٍ***فَكُلُ دَقيقةٍ عامٌ هَنائي

أنا ياربُ قد أكملتُ قولي***فَقُل ما شئت وأمنحني جزائي

فقالَ الربُ لم يَعشَق كَهذا***أعيدوها لِربٍ بالوفاءِ

 

حسين الحربي المحامي

 

في نصوص اليوم