نصوص أدبية

لا جلادي لا تسقط عني حيائي

كَمَنْ أضَاعَ علَى نفسِهِ لَيْلةَ العُمرِ....

فِي حُضْنِ مَلاكٍ سَقَطَ سَهْوًا مِنَ السَّماءِ

abdullatif rari

لا جلادي لا تسقط عني حيائي / عبد اللطيف رعري

 

منْ أينَ يأتِي الصِّياحْ داخِلَ المَغارَة

​أمن المغَارَة نفسِها يأتِي الصِّياحُ؟

أهو الصِّياحُ أنا صَوبَ المغارة ِ

أنَا الكَائِنُ المَشْلُولُ بيْنَ الكَائِناَتِ

أزْحَفُ مَغْلُولَ القَدَمَينِ...

وَمَنْ أكُونُ فِي قَائِمَةِ المَنْسِيَّاتِ.

هَائِمٌ كَسَرَابِ البِيدِ فِي الخَالِيَّاتِ .....

والمَوَاجِعُ حَبْلَى بِالتَّالِيَاتِ...

تَرْتَطِمُ أجْرَاسِي عَلَى بعْضِهَا

وَهَاتِهِ الطُّبوُلُ مَن يَقرَعُهَا سَاعَةَ تَمَرُّدِي

وَتلِكُ الأغَانِي المَلغُومَةِ منْ يُرَدِّدُهَا فِي وَرْطَتِي

وَيصْفَعُ رُكْبتَيهِ بِرَاحَتيهِ

كَمَنْ أضَاعَ علَى نفسِهِ لَيْلةَ العُمرِ....

فِي حُضْنِ مَلاكٍ سَقَطَ سَهْوًا مِنَ السَّماءِ

وَهَاتِهِ الأصْوَاتُ مَبْحُوحَةً مَنْ وَّلاهَّا ضَيْقَ الصَّدَى

وَتلِكَ الجَمَاجمُ فِي زَيِّ البُكَاءِ

مَنْ أفَاقَهَا غَاضِبة تنفُثُ فِي بَعضِهَا

وَتلِكَ الطُّيورُ هَارِبة مِن حُلمِهَا

مَنْ رَمَاهَا بِلَمْحةِ الغَدْرِ ,,...

هُو ذَاكَ الصِّياحُ الذِّي أنا ...

هُو ذَاكَ الصِّياحُ الذِّي لستُه ُأنا....

هُو الصِّياحُ الذِّي يَسكُنُ المَغارَة....

مَنْ يَضُمُنِي لِصَدرِهِ   أسْتهْدِيهِ

أسْتَعِينُ بالصَّمْتِ حِينَ يُفارِقُنِي لأعَرِّيه

أحتَمِي بالجَلدِ وَلوْ انِّي عَلَى صَفيحٍ منْ نارٍ...

أرْمِي نَظرِي عُمقَ المَغَارَة

وأغَالِطُ أقطْابَ الحِرَاسَةِ بِمَكْرِ السَّحَرَة

وأهَادِنُ بَرِيقَ السُّيوفِ

وفَرْقَعَاتِ العُيُونِ الصَّادِمَةِ....

فَبِسَاطُ الفُرْجَةِ الذِّي يُخَاذلنِي فِي زَمَانِي

سَألُفُهُ علَى غَبشِ الأصِيلِ...

مَخَافةَ جَفَاءِ المَطَرِ ....

مَخَافَةَ حُزْنِ القَمَرِ...

مَخَافَةَ سَقْطَةِ الحَياءِ عَنْ البَشَرِ....

وأغْمُرُ المَغَارَة وَمَنْ يَحْيَا بِهَا باِلوَحَلِ الأسْوَد ِ

وَرِحْلتِي كَمَا أنَا فِي دَوَامِ الاَقْدَمِينَ هِجْرَةٌ الِى اللهِ

وفِي دَوَامِ الحَالِ هِجْرَةٌ الَى الحَقِ ...

الصِّيَاحُ هُنَا....

حَيثُ ألْقِي مَسْمَعِي ....

الصِّياحُ فِي الْمَغَارَةِ....

أهُو الصِّياحُ لأقْفاَلٍ تلْعَقُ صَداهَا

منْ فُرنِ الأمَد ولا تشتهيهِ

أمْ هُو شَهقَةٌ بَالِيةٌ

مَكتتْ حَلقَ سَرابٍ قُبَيلَ الفَوارِ

فزَحَفَ النّهرُ علَى رُبعٍ عَارِياتٍ

وتفَوَّه َالزّهرُ قَطْرة ٌقَطرَتَانْ

مِنْهْا العَلقَمُ

ومنْهَا القَطْرانْ

أهُوَ ذَاكَ الدُخانُ السَّاخِن ُ

يُموِّهُ القَمَرَ بِسَحَابٍ فَاتِرٍ

فيُبْكِي الأجْرَامَ   لِتخْشَاهُ سَاعَاتُ الجهْر

فيُقالُ الأفُولُ مِن رَحمَةِ الظُّهْرِ

فَسَلامٌ مِنَ الرَّبِ حتَّى يَكْتمَلَ الطُّهْرُ

ومن مِنَّا صَوبَ المَغارَة

كمَا أنَا صَوبَ المَغَارَة فسَعْيُه ُحَتمًا يَلقَى السَّلام ...

الصّياحُ بالمَغَارَة ...

أصياحُ ثَوْرَة

... أصياحُ طَرْحَة

....أصياحُ فَوْرَة

أصِياحُ شُهْرَة

لاَ جَلاَدِي الهَجِين المُدَجَّجُ ...إنَّهُ صيَاحُ قُهْرة

لِتَنتهِي الطُّفْرَة

هلْ تَسْمَعُونَ الصّياحَ بالمَغَارَة ...

أصْوَاتكُمْ ليْسَتْ غَرِيبَة...

أصْوَاتُكُم حَبِيبَة....

أصْواتكُم مِنِّي قَرِيبَة......

بلْ أصْواتُكمُ حتَّى الانَ عَجِيبَة ..

اصْوَاتُكُم فِي المَغَارَة تَعْرِفنِي.....

كَمَا أنَا الْعَارِفُهَا....

تَئنُّ كَمَا يئنُّ صَوتِي .....

تَعْلُو كَمَا يعْلُو صَوْتِي ...

فِي المَغَارَةِ صِياحُ الأَحْرَارِ......

صياحُ الأبْرَارِ....

فَيَا جَلاَدِي الهَجِين

لا تُسْقِطْ عَنِّي حَيائِي

لا تُسقِطْ عَنَّي حَياتِي ....

لا تُسقِطْ عَنِّي غُلبَتِي

حتّى أرَى عُيُونَ الشُّهَدَاء بَاسِمةً

فَمَنْ أغْضَبَ ثُوَارَ القصِيدَة ...

مَنْ أهْدرَ دَمَ سُعَاد الشَّهيدَة...

من أبَاحَ الطُقُوسَ العَتِّيدَة ....

وَرَحَالْ الحَيّ فِينَا   بِعُمقِ السّدِيدَة...

وزَرْوَال وَعُمَرْ...

وأمُّ الثُّوَارِ الطَّرِيدَة ...

 

عبد اللطيف رعري المغربي/مونتبوليي/فرنسا

 

 

 

في نصوص اليوم