نصوص أدبية

أسطورة من سماء الخيال (2)

سلـوى فـــرح

زاحم جهاد مطر

سلوانا وهزار

salwa farah

أسطورة من سماء الخيال (2)

 

zahem jehad.... كان ذلك الصوت الضوئي لآلِهة الزهور.

آلهة الزهور:

- إلى أين أنت ذاهب أيها الغريب المريب؟ حذارِ من العبور..إنها أرض مملكتي، مملكة آلهة الزهور.. سيدة القوافي والبحور..عن ماذا تبحث وتدور؟

هزار:

يا آلهة الزهور، لقد عبرت المحيطات والبحور، وأتيتك مثل "سلوى" مهاجرا، لا أبحث عن مثوى أو مأوى، ولاعن مَنٍّ وسَلوى، بل عن "سلواى" الذي يُسلّي ويُذهب الهم عنّي، وينسيني كربي، وحزني .. وأنا الذي ينسى جرحه القديم، بجرح جديد، وأصبر على الألم ويأتيني المرّ الأليم، وأمحو مُرّي بمُرّ أمَرًّ من المُرِّ.. وأنا المرتحل الدائم من مكان إلى مكان، أنا المتنقل الهائم من زمان إلى زمان، أبحث في فوضى العصور عن حلم كموج مضطرب يمور؛ ويسأل عن شاطئ يلقى فيه الهدوء والسكينة، والمسكن الحالم والطمأنينه؛ عاشق محكوم بالعشق المؤبّد، والحب المؤكد..أنا كنبض أبحث عن حب الإنسان والجمال بلا توقف، أصبر وأتحمل، لكني لا أتوجع ولا أتأفف.. حلمي أن أرقص على لحن ونغم، ليس كالطير المذبوح من الألم، بل مثل عندليب يشدو بغناء يتراقص على الريح بهناء؛ يا ملكة الزهور.. لا أشكو بثي وحزني وألمي، ولكن أبحث عن حلمي الذي ضاع مني، وليس عيبا أن أشكو عند المجيب كما قال المصيب:

    وما أنصفت مهجة تشتكي     أذاها إلى غير أحبابها

    تموت النفوس بأوصابها      ولم تدر عوادها ما بها

آلهة الزهور:

لن تنمو أغصانك، وأنت مكبّلا داخل قفص!! في الحرية عبق ونفس، قد يغيب الأمل أحيانا، لكن لقوس قزح عدة ألوان تتدفق أمواجا، يتهادى البحر لها، ويشرق العمر من سرها .

نحن من نصنع الحلم أيها الغريب وبالسعي نضمخه، فأرقص وأرسم الأجنحة هناك في قلب النجوم هدايا مفرحة، حيث يغفو الفرح على شاطئ السكينة...في قلب الحلم عروستك رهينة؛ وأسعى لتحريرها، بين النجوم سر بريقها.

هزار:

يا آلهة الزهور، منذ قرون وأنا أبحث عن حلم يشبه شجرة.. وكل غصن فيها عبارة عن حلم، وكل زهرة فيها حلم....

أبحث عن عشق يدوم وحب مقيم، وزهرة لا تُقطع ولا تَذبل، وفراشة لا تموت ولا تُقتل، وخلٍّ يفي ولا يخون، وصديق يصفو ولا يهون، وعزيز لا يُهان، وبريء لا يُدان، ووطن لا يُستباح، ودم لا يُستباح .......

تقاطعه آلهة الزهور:

مهلا.. مهلا يا صاح، توقف عن البحث واللهاث، عش اللحظة الآن وسيغدق الأمان، كل ما نهواه من سرور يحتاج إلى قبس من نور، في القلب كل الخبايا، وعند القرار تزهر النوايا . تبحث منذ أزمان فهل أزهر الرمان؟.. العشق طائر لا يقع، والوطن دونه ما نفع .

قرون طويلة، وأنت تسير خلف السراب في أرض هباب، ودار خراب . أنا قلقة عليك وأشفق عليك.. أنصحك بأن تلقي بأحمالك على الآلهة، وتبدأ الحياة بعبق الأمنيات، ودع التفاؤل لكل طريق يكون للعشق مرايا، وللروح عطر الهدايا، وللأمل أجنحة مشرعة، وشمس مشرقة .

دع نعشاً لبنات نعش، واسلك حكمة النهج، وليبقى نجم سهيل في أقاصي الجنوب .. الآلهة تحاسبه ولست أنت من تقاصصه.. دع البنفسج يجوب ويزهر في أجمل الدروب.. وظلّك صدى لفراشة حالمة يتحول ملاكا في سماء صافية ناعمة.

هزار:

يا مليكتي أتيتك وأنت ملاذي الأخير..أشكو لك، وبك استجير.. فكيف تصفو أيامي والآلهة هي من سرقت آمالي وأحلامي.. وكأنك لا تريدين أن تعرفي معنى كلامي أو لا تنوين تحقيق مرامي .

آلهة الزهور:

 لا أيها الغريب، أنت الآن في أيدٍ وأحضان أمينة، تبرق نبضا، تمطر عطرا، تحمل بلسما، وعلى الضفاف تنثر زهرا.. لا عليك سوف يضحك لك الفجر ويستقيم الأمر، ويستفيق العمر.. وقد يكون هناك سوء فهم أو تقدير، أو خطأ بالشرح والتفسير..

هزار:

معذرة ربما خانني التعبير، وأخطأت التحرير؛ لِمَ أسمعكِ ولا أراكِ؟ صوتك الطفولي يشبه صوت ملائكي؛ من رسمتها صدىً لأساطيري، وفنارا لمسيري؛ وعنوانا لعذاباتي، وملهما لأشعاري ومقاماتي، وأصيلا تلوّن شواطئي أبريزاً نثارا، وقمرا أبادله الأسرارا .

منذ غيابها كل صباح أضمها وأُقبِّل فاها في الخيال، وهي ترف علي بضفائرها رفيف الأقحوانة في نداها بدلال، قمرُ أنا بغير نصفها لا أكتمل، وجرح أنا بغير بلسمها لا أندمل؛ فيا آلهة الزهور أغيثيني؛ وإلى حلم حياتي دليني .

آلهة الزهور:

وأنا أكلمك ولا أعرفك، وشعرك أشعث ووجهك قد امتقع، وكأن كل الحزن فيه اجتمع، والخوف والفزع والهلع، وثيابك بلت وتمزقت، وتغيرت هيئتك وتبدلت، حتى أن أُمك لو رأتك الآن لما عرِفَتك، قل أيها الغريب الشريد من أنت وماذا تريد؟ ومن هي الآلهة التي سرقت منك الحلم والأمل؟

هزار:

أبحث عن حبيبة صباي سلوانا ابنة آلهة الأحلام..؟؟؟

آلهة الزهور سألته مندهشة ومستغربة:

بحق الآلهة أخبرني هل أنت "هزار"؟

هزار:

نعم أنا هزار..

الهة الزهور:

وأنا سلوانا يا هزار

هزار:

ماذا؟

ويسقط على الأرض مغشيا عليه!!!!

 

في نصوص اليوم