نصوص أدبية

أعرف أنني أطلت المكوث

لم أشأ أن أكون مجرد زائر ليلي

يأتي بين الفينة والأخرى

hasan yazidhojazi

أعرف أنني أطلت المكوث / حسن حجازي

 

أعرف أنني أطلت المكوث

في لحدك المصفح بالصمت

لم أشأ أن أكون مجرد زائر ليلي

يأتي بين الفينة والأخرى

ليحتسي معك أكواب الشاي باللافندر

ويروي لك تارة

قصة تلك المرأة العجوز

التي مازالت حتى الآن

تلقم سحالي المفازات الموحشة

من ثديها الشبيه بقربة

مصنوعة من جلد ضبع مخصي،

ويحدثك تارة أخرى

عن الحياة التي مازالت

تحدق كل مساء في وجهها الدميم

أمام نفس المرآة المشروخة،

تضع باروكة قامت بتصميمها

نفس الفقمة التي بدأت تألف

حرارة الصحراء والكتبان

وقوافل الحمى والهديان،

تضع مساحيقها المهيئة من

أعشاب بحر نفقت كل أسماكه

وتمضي مهرولة مخافة أن تتأخر

على الموعد الذي ضربته لعشيقها

مصاص الدماء، ذلك المستذئب

العاشق لدم العذارى وخصيات الصبيان

ومؤخرات رجال فارقوا الحياة

وهم على شفا شهقة مثيرة،

أعرف أن المقام قد طال بي

في سديم عدمك المفارق

وعدت أخشى أن تضيق بي درعاً

أيها الموت المتجلي

في عيون كل هؤلاء الأحياء الموتى

رجاءاً. .اغرس نبتة الفناء في جمجمتي

وامض إلى حال سببلك

ودعني أبحث عن أقصر السبل

التي قد تدنيني منك!

 

حسن حجازي

 

في نصوص اليوم