نصوص أدبية
جَفاءٌ و وَفاء
سأُسْرِجُ جِيَّاد الرّوح فَجراً،
وأَمْتطي صَهوةَ الغَدِ الوَليد..
جَفاءٌ و وَفاء / محمد المهدي
تَتَجافى عيناكِ
عَن مَضاجعِ النّجوم ،
و تَتَغَافَى عَن تَثَاؤُب اللّيل
بين جَنْبيْك ..
قَد يَطول امْتِشاقُ الصّبحِ
مُهَنّدَ النّور،
لِيَجْلُوَ سُوء الأَحلام ..
و يُعلنَ لثَكْلَى العِشق
انتهاءَ مواسمَ السّمَر .
قَد تَنأى الليالي بَيْنَنا ،
ويَعودُ الظّل إلى ظِلّه ،
وَقَد تَؤُوب الشّمسُ إلى مِزْراب
تَخَلّلَهُ النّوى بالثُّقوب .
فأضحى نَوَالاً للنّهايات .
سَأَرْقُبُ ميلادَ الفَجر البَعيد،
وأَمُدُّ يَدي لأُعِيدَ الماضي التّليد..
سأُسْرِجُ جِيَّاد الرّوح فَجراً،
وأَمْتطي صَهوةَ الغَدِ الوَليد..
إليكِ مُنْتهى الهُروب حَبيبتي
وإليكِ يَلوذُ الأملُ الوَحيد .
سأُرَتِّبُ لِلغَدِ لَيَاليَ البَوح
وأَسرارَ العُشاق .
سأُفرِشُ القصائدَ السّاهرةَ
نَوايا للحُب و دَعاوى للفِراق .
و على نَخَبَ الكلمات،
أُدَحْرِجُ الحِكاية
بين سِيقانِ الأَملِ و مُنحدَرَ الأَشواق.
و أَعلنُ للغَوّاصِين عن بَيانات العِناق،
وإشارات الغُبْنِ المُسَجَّى عند الفِراق .
وأُسَجِّر المعاني مِن بُحور الشّعر،
فأُخرج الحقيقةَ الغارقةَ منَ الأَعماق .
محمد المهدي
تاوريرت المغرب 22/05/2017