نصوص أدبية

تحت الشجرة

mohamad abdulkarimyousifهذه القصة قديمة جدا اعتاد الناس ان يرووها منذ زمن بعيد قبل أن تكتب على ورق. كان هناك ثلاثة رجال يحبون اللهو والمجون والطعام أكثر من أي شيء آخر. وفي أحد الأيام كانوا يأكلون ويمرحون بجانب طريق عندما مر بجانبهم عدد من الرجال يتثاقلون الخطو كونهم يحملون جثمان رجل متوفى .

قال الرجل الأول الشاب: "ما هذا؟"

ثم نادى أحد الفتية وسأله: "يا غلام ! تعال إلى هنا . "

اقترب الفتى كما أُمر أن يفعل . فسأله الرجل الشاب: " من الميت؟ اذهب إليهم واسألهم "

ذهب الغلام كما طـُلب منه أن يفعل ثم عاد بعد فترة قصيرة وقال: " إنه أحد أصدقائك. كنتُ أحيانا أراكما معا . "

صُدم الرجل الشاب وقال: " لماذا مات ؟ "

أجاب الفتى: " لا أعرف . الموت يأخذنا جميعا "

علق مسافر على الطريق المجاورة قائلا: " الغلام على حق. الموت سيأخذ حياتك في يوم من الأيام .ربما اليوم . ربما غدا . وفي اللحظة التي لا تتوقعه بها أبدا" .

أجابه الرجل الأول الشاب: " أنت مخطئ. الموت لن يأخذ حياتي . سأتغلب على الموت".

 لم يرغب المسافر أن يناقش أيـّا من الرجال الشباب . لكنه طلب منهم بهدوء أن يستعدوا للموت متى حضر " .

سأله الرجل الشاب الأول: " أين الموت ؟ سنبحث عنه نحن الثلاثة ونقتله . ألن تأتوا معي يا رفاق ؟ "

أجابه الثلاثة: " نعم "

مشى الرجال الشباب الثلاثة في الطريق فشاهدوا رجلا عجوزا يقترب منهم . كان العجوز يضرب الأرض بعصاه ويقول: " افتحي الباب يا أمي..."

قال له الشاب الأول: " انت أيها العجوز ! لماذا تضرب الأرض بعصاك ؟"

أجابه ببرود: " أنا عجوز . لا أريد أن أعيش. لا يريد الموت أن يأخذني والأرض لا تفتح بابها لي . لهذا السبب أمشي على الطريق وأقول .يا أمي اريد أن أموت . لكنني لا استطيع".

سأل الثلاثة: " أين الموت ؟ "

أجاب العجوز: " رأيته تحت شجرة على الجبل هناك .اذهبوا اليه . أوجدوا الشجرة . سيكون الموت هناك ".

صعد الرجال الشباب الثلاثة إلى الجبل حتى وصلوا الشجرة. لم تكن الشجرة كبيرة جدا ، ولكن تحتها كان هناك قدْرٌ صغير مليء بالمال. دُهش الرجال الشباب الثلاثة ثم توقفوا لبرهة من الزمن وسرح كل واحد منهم في أفكاره حول الطعام واللهو والمجون والثروة الكبيرة .

قدم الرجل الأول اقتراحا: " الآن يا أصدقائي. أنأخذ المال؟ أم نتابع بحثنا عن الموت لنقتله؟"

أجاب الصديقان الآخران بدون تفكير: " المال " .

قال الأول: " إلى أين سنأخذه؟ "

أجاب الشاب الثاني: " طبعا إلى منزلي . "

أعلن الشاب الثالث: " كلا . إلى منزلي. يجب أن لا يشاهدنا الناس ."

تابع الشاب الأول: " كلا. سنأخذه إلى منزلي في الليل . دعونا الآن نلهو ونأكل الكثير من الطعام . من سيذهب للمدينة ليجلب لنا شيئا منه؟ "

رد الشاب الثاني: " أنا سأذهب . اعطني بعض المال".

ثم نزل على الطريق إلى المدينة لم يشاهد أي شخص على الطريق فقد كانت خاوية . وأثناء غيابه ، قال الشاب الأول للثالث: " هل سنعطيه جزءا من المال؟"

أجابه الرجل الثالث قائلا: " كلا . دعنا نقتله ونترك المال لكلينا. كيف نقتله؟ "

رد الشاب الأول: " لدي سكين وأنت تمتلك سكينا . "

وفي الأثناء التي كان الشابان يتأمران لقتل صديقهما الذي كان ما يزال في طريقة نحو المدينة ، كان يفكر وهو في الطريق: " أريد أن أخذ كل المال . لماذا لا أخذه كله؟ أنا لست في نفس سوء الشابين الآخرين . لكن كيف لي أن أحصل عليه كاملا ؟ هما اثنان وأنا واحد " ثم خطرت بباله الفكرة: " سأقتلهما " .

ذهب إلى حانوت وطلب السم قائلا للحانوتي: " أريد شيئا ما يقتل الفئران في منزلي . إنها تأكل كل طعامي . "

أجاب الحانوتي: " لدي سم جيد للفئران ."

اشترى الشاب بعض السم ثم مشى إلى الحانوت الثاني حيث اشترى ثلاثة زجاجات من العصير . ثم وضع السم في اثنتين منها وعاد إلى صديقيه .

عندما عاد رحب الشابان بعودة رفيقهما ووضعا يديهما حوله ترحيبا وقبل أن يعلم بما حدث سقط صريعا بسكين صديقيه .

قال الشاب الأول: " والآن يا صديقي دعنا نستمتع بالعصير ."

فتحا كل الزجاجات وشربا كل العصير الذي بها , وقبل حلول الليل كان الشباب الثلاثة موتى تحت الشجرة .

تحققت نبوءة الرجل العجوز تماما كما قال: " الموت يستلقي هناك تحت الشجرة . "

 

الكاتب غير معروف

ترجمة : محمد عبد الكريم يوسف

 

في نصوص اليوم