نصوص أدبية

تعادى الناسُ!!

نفوسٌ كمْ رغائبُها تمادتْ

ودامتْ في متاهاتِ التَعامي

sadiq alsamarai

تعادى الناسُ!! / صادق السامرائي

 

تعادى الناسُ في بلدِ الكــــرامِ

فأجْهَزتِ الخطوبُ على الأنامِ

 

وسادَ الصَمْتُ أرجاءً توشّتْ

بأحزانٍ وداهيةِ الحُطـــــــامِ

 

دمارٌ قد تفشّى في ديــــارٍ

فأطْعَمَها مِنَ الشرِّ الزؤامِ

 

خرائبُ حالِها مِرْآةُ نَفسٍ

مُعفّرةٍ بأنواعِ الظـــــلامِ

 

لها البُهتانُ مُعتقدٌ ودينٌ

ومُنطلقٌ لداعيَةِ الخِصامِ

 

تباركَ سوؤها برؤى غلوٍّ

فزيَّنَتِ المَآثمَ للّئـــــــــــامِ

 

وأوْصَلتِ الأمورَ إلى وَجيعٍ

يؤازرُ نهجَهُ إبنُ الحَـــــرامِ

 

إذا صارَ الزمانُ زمانَ بُهتٍ

فلا تَعْتبْ على بُدَعٍ جِســامِ

 

ولا تسْألْ عنِ المَظلومِ فيهِ

لأنّ الظلمَ مأسَدةُ النِظــــامِ

 

ومَنْ عَصَفتْ بهِ الأيّامُ بُغتا

يبادلُ رمْيةً مِــــنْ غَيْرِ رامِ

 

أقـــــارنُ حاضرا بغَدٍ تولّى

فتسألني النواهيُ عنْ  مَرامي

 

وتذكرُ أنّ مَنْ يرْعى قديما

تواصى بالنواكبِ والسَقامِ

 

فكلّ قديمةٍ بلغتْ هواها

وكلّ جَديدةٍ نحوَ التمامِ

 

توافدَ خلقُها والأرضُ مَهدٌ

ومُنتجعٌ لآفاتِ الرَغــــــامِ

 

عدوّ الناسِ أنْفُسهم ولكــــنْ

أدانوا غيرَهُمْ بذُكى الضِرامِ

 

نفوسٌ كمْ رغائبُها تمادتْ

ودامتْ في متاهاتِ التَعامي

 

فهلْ أُمِرَتْ بما فيها فجاءتْ

بسيّئةٍ متوّجةِ المَقامِ

 

د. صادق السامرائي

 

في نصوص اليوم