نصوص أدبية

يا حاضراً في الروح

علمَ الفؤادُ بأن مِــن شيَمِ النوى

أن تُشعلَ النيرانَ فـــي أحطابهِ

abdulfatah almutalibi

يا حاضراً في الروح / عبد الفتاح المطلبي

 

يا حاضِراً في الروحِ رغمَ غيابهِ

جُنَّ الفؤادُ ولـــــــمْ يثُبْ لصوابهِ

 

شَغَلتْهُ شقشــقةُ المُنى عن حالهِ

فطواهُ موجُ العشـــقِ بينَ عُبابهِ

 

ما كانَ إلا طيــف وجهِكَ ماثلاً

وإذا بهِ مُتـــــــــــعلّقاً بسَرابهِ

 

فإلامَ تنكرُ مــــــا يُورّثُهُ الجَفا

وإلامَ تحسُـــــدُهُ على أوصابهِ

 

رفقاً هـداكَ الله  لا تُثرِ الأسى

فالقلبُ قابَ قُلامةٍ مِـــنْ نابهِ

 

دعْ عنكَ ما يبـــدو رماداً بارداً

تجد السـَـنا والجمرَ تحتَ ثيابهِ

 

قد ضاقَ ذرعـــاً بالذرائعِ كلِّها

لاترجُ غيثاً مـــن عقيمِ سَحابهِ

 

يا ساكنا بيـــنَ الضلوعِ مؤملا

من مُولَعٍ بالشُـــحِّ بعضَ ثوابهِ

 

هلاّ حفظتَ الدرسَ مما قد جرى

كيفَ الوثوقُ بكاســــرٍ وبغابهِ

 

و أشِحْ إذا نشَزَ الزمان مكابراً

ستراهُ بعــــد قطيعةٍ  بنصابهِ

 

وتعلّمِ الأمرين خوفـــَكَ من غدٍ

وجميلَ تركِكَ مــــاضياً لذهابه

 

نأتِ القلوب وحــطّ في ما بينها

بومُ الخرابِ يلِــــــجُّ في تَنعابهِ

 

علمَ الفؤادُ بأن مِــن شيَمِ النوى

أن تُشعلَ النيرانَ فـــي أحطابهِ

 

أو تَمنحَ السـكّين عيـنيّ شامتٍ

لترى الذبيحَ مُضَمّـــخاً بعذابهِ

 

وتَسِلُّ من كأسِ السُلافةِ طبعَها

كي يستريبَ الكرمُ في أعنابهِ

 

ولِغَتْ بهِ ريـحٌ فأمســى بلقعاً

فرأيتهُ جَلِداً برغــــــــمِ يبابهِ

 

ومن الأسى بعد الحَمامِ وشجوهِ

أن تنعقَ الغربانُ فـوقَ  قبابهِ

 

ولقد تحاملَ ما استطاعَ مُكابراً

وسَلا فسلَّ الروعَ مـن جلبابهِ

 

وإذا بهِ بــــدرا بمملكةِ الدُجى

متلفعا بندى الهــوى وضبابهِ

 

لا الصمتُ لا الهمسُ الحَيي بمنجدٍ

وجَبَ الصراخ بما عليه وما بهِ

 

ما الليل إلا ليلةً وسَــــنتْ بها

عيناي حتى ذقـتُ عذبَ رضابه

 

رأت السُــــــهى آلاءَهُ فتمهلتْ

كيما يكــــون شُعاعُها بركابهِ

 

غالى فغلّ فؤادَ كـــــل معاندِ

شوقا إليه هفا وضـــجّ ببابهِ

 

عشّاقُهُ في الدارِ وهو مُحجّبٌ

عنهمْ يكاد يغيب فـي أثوابهِ

 

فوَجَسْتُ من هذا الدلالِ مخافةً

لمّا تركتُ القلبَ في محرابهِ

 

مذ ألفِ ألفٍ لم يقارفْ جلوةً

ما لاحَ إلا مـــن وراءِ نقابهِ

 

فدعِ المـراءَ ولا تلمْ يا عاذلي

السيف ُ ليسَ كما تـرى بقرابهِ

 

 

في نصوص اليوم