نصوص أدبية

خوالــــج

فيا صاحِ سلني هـل تُجيدُ صناعةً؟

أجيبُك أن الوجـــد فنّي وصنعتي

abdulfatah almutalibi

خوالــــج / عبد الفتاح المطلبي

 

دَليلي إلى دربِ الضَباب مُضلّتي

تعللُ قلبي بالّتي هــــــــــيَ عِلّتي

 

أتت بهجيرِ الهجرِوالكَرْمُ يانعٌ

فجفّفَ عُنقـــودي وأتلفَ غَلّــتي

 

وقلتُ عسى الأيامُ أن تصلحَ الأذى

فأشفي غليلاً بعــدَ طولِ مذلّتي

 

ومَنّيتُ قلبي والأمــاني عوانسٌ

كأني زعيـــــــــمٌ باللُتيا وبالّتي

 

ذهبتُ مع الأتراب ِللـكرمِ أجتني

فلا عنباً نِلتُ ولا نِــــلتُ سلّتي

 

سَللْتُ مــنَ الأوهامِ خيطَا لعلني

أرتّقُ خرقاً فـــي كثيري بقِلّتي

 

بأحلامِ قلبي وهي تسفحُ روحَها

بقطعانِ آلامـــــــي بقلّةِ حيلتي

 

ببعض ظنوني والتوسُلِ بالرجا

أُجَوِّعُ آمــــــالي وأُسمِنُ خيبتي

 

أسيرُ وكُلّي ميٌّــــــتٌ غيرَ أنني

ببعضي على بعضي أرَممُ جُثّتي

 

فيا صاحِ سلني هـل تُجيدُ صناعةً؟

أجيبُك أن الوجـــد فنّي وصنعتي

 

وكل امرئٍ يســــعى حثيثاً لغايةٍ

ونُكرانُ غاياتي طموحي وبُغيتي

 

نعمْ إن لي عيـــناً ترى غيرَ أنها

يُكذبها قلبي فتــــــــزدادُ محنتي

 

أهلّةُ كل الناسِ غــــرباً ظهورُها

وشرقيةً وحــــــدي أراها أهلّتي

 

يسائلني المأفونُ مـا بك ياترى؟

فأستغفل العقلَ الذي فيــهِ ريبتي

 

وأقطفُ من روض التباريح بسمةً

ليرضَى بــها عني فريقي ومِلّتي

 

وأدليتُ دلوي ماتــــــــحاً فلعلّني

أرى بقلوبٍ قـــد قستْ بعضَ بلّةِ

 

وصحتُ ألا يدري المسّفون بالنوى

بأن غرامي فيهمو كــــان خُلتي

 

تجاوبتِ الجدران صوتي فهيّجَتْ

تباريحَ أيـــــــــــــامٍ أتتْ ثمّ ولّتِ

 

وما ملكتْ نفسي سوى العين مسعفاً

جرى دمعُها حــتى تداعتْ وكلّتِ

 

ورحتُ أناجي الروحَ أشددُ أزرَها

ولكنها فــــــي أولِ الدربِ ملَّتِ

 

ولو أنني ألزمتُ نفســـي بعهدها

لثابتْ إلى رُشدٍ ولــــــــم تكُ زلّتِ

 

صرختُ لماذا؟ والصـدى قد أجابني

ألا ليتَ كف النأي بالوصلِ شُلّتِ

 

 

في نصوص اليوم