نصوص أدبية

أسطورة من سماء الخيال (4)

سلـوى فـــرح

زاحم جهاد مطر

salwa farah

أسطورة من سماء الخيال (4)

سلوانا وهزار

 

zahem jehadمع أول خيوط المساء، حيث يولج النّهار بالليل، هدأت العواصف، وبدت أغصان الأشجار ساكنة هادئة تتساقط منها ندف الثلوج المتراكمة، ومن بين الغيوم التي تتبدد وتتفرق، يطل القمر الجميل بخيوطه الذّهبية على استحياء .

تتابع سلوانا حديثها ......

سلوانا: بعد قليل سوف ترى السّماء صافية بلونها اللازوردي مزينة بالنجوم وهي تنعكس على وجه الماء، حتى يجعل الناظر يتصور أن وجه السّماء يتوحّد مع وجه الماء في منظر يأخذ بالألباب، أنظر إلى ما حولك ....كل السّفوح، والسّطوح، وقمم الجبال، وأعالي الأشجار حتى الزهور تبدو بيضاء ناصعة وهي تهتز وتتمايل بلطف، وكأنها متناغمة مع أغنية حب وادعة .

هزار: أنتِ من وهبتِ هذه الأشياء من قلبك الأبيض الناصع، وتلونتْ بها بكل هذا البهاء والبهجة .

سلوانا: بل من كل القلوب الصّافية التي لا تحمل غير المحبة والإخلاص . وأينما تجد مثل هذه القلوب ستجد الراحة والإطمئنان المصحوبة بالجمال .

هزار: صحيح يا سلوانا وبالعكس أينما توجد القلوب العمياء المريضة الحاقدة تجدين القبح، والسوء، والظلام .......

لحظات .... ويشدّ انتباه هزار صوت لحن جميل لم يسمع بمثله من قبل، يأتي من بعيد ...... ويتسائل ......

هزار: ما هذا الذي أسمعه يا سلوانا؟

سلوانا: إنه لحن الوجود يا هزار، حيث ترقص على أنغامه كل الأشياء، والأحلام التي بلا حدود تعانق الآفاق.

هيا ...انهض ...لنرقص نحن أيضا ....أريد منك مراقصتي يا هزار على خيوط الخيال والأحلام، هيا لنطهر قلبينا من أدران الآلام، سيحلو كل شيئ حتى الصمت والكلام .

يتردد هزار خجلا .... ويقول مرتبكا متعثرا في كلامه: لكنّي يا سلوانا لا أعرف الرقص على هذا اللحن ...

سلوانا: لا بأس هزار...ستتعلم منّي بسرعة .... أم أنك لا تريد مراقصتي ...؟

هزار: ماذا تقولين يا سلوانا؟ بل كنت أتمنى هذه اللحظات السعيدة .

سلوانا: إذن هيا ...دع يسارك يتعشق بيساري،  ويميني يلتوي بكفه على كتفك بحنان ولطف، واترك يمينك تلامس خصري، اقترب لأسقيك من خمري وشهدي، لترسم قبلاتا ورديّة على  شفاهي، وخدَيَّ، وجيدي الناعم، كفراشة عاشقة تتنقل بلهفة بين زهرة وزهرة، تشم عطرا وتمتص رحيقا . هزاري لا تنظر إلى ما حولك فقط أنظرني  لترى الشّوق في عينيّ، أُعصرني كعناقيد الكروم لأهبك نبيذ اللذة المقدسة من عبق جمري المتفجر، واملأ أنفاسك بألوان عطري المنتشر، واغمر ودياني بسيلك الجارف، واضغط أجزاء جسدي لتتفجر عيونا من البهجة التي لا تنضب من روح عاشقة من العطاء لا تتعب .وأنت عشق روحي وأمير عرشي. 

هزار: سلوانا ... كنت غائبا عن الوجود وأصبحت الأن أشعر معك بذاتي الكائنة في هذا الكون، وكلّي متلهف أن يتعشق بك، ويذوب فيك، ويتلاشى مع أنفاسك، هيا خذيني أنّا شئتِ تحت الأنوار، ودعيني أفجّر كل جنوني في لحظة انبهار، وأفتتن بمفاتنك وكل مفاتنك مكامن للجمال التي تخطف الأبصار، فلا تخفي مكامن جمالك عنّي يا سلوانا بالأستار، فلا ستر بين العشاق أو حجاب عند اللقاء بعد طول انتظار .

سلوانا: سأحلق بك بين أحلام الليلك والأرجوان وأسراب الفراشات الباحثات عن رحيق الأقحوان، الراقصات الهائمات حول شقائق النعمان، هن بانتظارنا يا هزار من مختلفة الأشكال والألوان، لنرقص رقصة الوجود على انغام لحن الوجود، وننشر الجمال الوانا، ارقص حبيبي على وقع انفاسي، لك عمري وروحي واحساسي، توغل وحلق اكثر واكثر ......ها نحن على جناح الضياء اصبحنا ابعد من السماء،

هزار: الان حق عليّ موتي، في حضن حبيبتي ....

هنا وضعت سلوانا يدها على فمه برقة .............

سلوانا: لا تقل هذا الكلام يا هزار، أتركنا نسبح معا في بحر الحب، ونغرق في ثناياه بحب، ونستعيد أيامنا الماضية، ونبحث في أيامنا الحلوة الآتية، سنكون في أمن وأمان، لا فراق ولا هجران، لا خاسر فيه ولا رابح، ولا هازم ولا مهزوم، ولا ظالم ولا مظلوم . يا عشيقي الأبدي هل تسمع ما أقول؟ الحياة عشق والعشق حياة، وما في داري غيرك ديّار، وما في روضي غيرك هزار، أحبك يا ديّاري ويااااااااهزاري .

هزار: وأنا أحبك يا حياتي، يا من لأجلك تلظت رغباتي، بكل همسة أو لمسة منك تنسيني عذاباتي ومشقاتي، وتذكرني بصدق حدسي، وحسن ظني،  ووجدت بأن كل ما قاسيته من أجلك لا يفي بالوفاء الذي وجدته عندك، ولكن يا سلوانا ..........

ويتوقف عن الحديث وهو ينظر إليها بعطف وحنان ..تاركا الحوار للعيون العطاشى...

سلوانا: قل يا هزار .... ولكن ماذا ؟

وإلى الحلقة الخامسة تابعونا ................

 

 

في نصوص اليوم