نصوص أدبية

الشعب ابن 12 سنة

بئس من لا يغنّي،

بئس من جفَّ ندى الدموع.. في عينيه.

shaweqi moslmani

الشعب ابن 12 سنة /  شوقي مسلماني

 

1 ـ (الفجرُ الآخر)

عقلُ المنفتِح: عقلُ الممسِك.

عواءُ الذئب: رحيلٌ آخر.

القاسي لا يلينُ وحده،

الأصنامُ لا تحطّمُها المطارق..

مثل إبرةِ السخرية.

الريحُ تفرُك أذنَ الغابة.

الفجرُ الآخر..

يرى الفجرَ الآخر.

 

الحاضرُ يحتاجُ إلى شرح..

كما يُدرِكُ الطبيبُ الجرّاح.

 

2 ـ (الناحية أعقد ممّا تعتقد)

إذا تكرّر الحدث..

يجب أن تمعن النظر أكثر.

**

"إذا تملُك الأدوات المناسبة" قال،

وهو يرى إلى حيوان.. بحجم الكفّ..

ينقضّ على حيّة شموس،

ويقرضها ابتداءً من رأسها.

**

على رغم علمي..

أنّ التفاوت الطبقي..

تتراصص فيه قضبانُ السجون.

**

"انتبِه إلى ما يمكن أن توحي به حركاتك الظاهرة.

الناحية أعقد ممّا تعتقد.

المحظوظ يعرف أنّك لن تتحكّم بالتاريخ.

الفشل خطّة مرتجَلة..

وإلى حين استيعابك الجيّد للتناقضات..

يجب أن تستمرّ متظاهراً في كلّ مناسبة

أنّك على مذهب احترام حقوقِ الإنسان.. وحكمِ القانون".

**

بحرٌ من الظلمات.. هو النسيان.

**

مرّة تسلك في طريق وعرة،

مرّة أنت في مسيرة تهتف ضدّ تحالف اللصوص _

السلطة والهراوات،

مرّة أنت موجة تنكسر.

لا يليق بالإنسان أن يُهان.

الحياة: قطعٌ ووصل.

هل تعلم أنّ الأشكال الهندسيّة

هي بالأصل أرقام؟.

هل تعلم أنّ أم كلثوم مطربة الشرق..

كانت في حياتها السابقة ملاكاً حارساً؟.

**

بئس من لا يغنّي،

بئس من جفَّ ندى الدموع.. في عينيه.

**

الناحيةُ أنحاء:

التي لم تولد،

المقطوعة نصفين،

التي كلّما تفقد..

والتي تُرى ولا تُرى.

**

الأصيلِ جميل،

يهذِّبُ بالحبّ عقول وقلوبَ الآخرين.

 

طبيعة هي الحريّة،

إطار اللوحة هو الديمقراطيّة،

وجه آخر هو الفن..

 

بعدَ وجه آخر، بعدَ وجه آخر.

 

كأنّ شيئاً ما..

في المكان المناسب!.

 

3 ـ (الشعب ابن 12 سنة)

قال عن خارطة الطريق..

للسلطةِ التي تقمع الناس:

"كمٌّ هائل لا ينقطع من الإلهاء.

ضخٌّ للمعلومات التافهة،

بحيث لا يكون اهتمام لا بالإقتصاد،

لا بالصراع الطبقي، لا بالعلوم الطبيعيّة،

لا بعلم النفس،

يجب أن تبقى اهتمامات الناس في تيه.

 

اصطناعُ مشكلة بعد مشكلة،

اصطناعُ حلّ لكلّ مشكلة..

ومثالاً: إرمِ قنبلة على كنيسة..

وانظرْ غاضباً صوبَ جامع،

ومع شعورِ الناس بالفلتان.. وغيابِ الأمن..

سيطالبون السلطة أن تتشدّد،

وأن تسنّ قوانين أمنيّة صارمة..

حتى ولو كان الثمن من حريّاتهم.

 

ولكي يقبلَ الناسُ بما لا يُقبَل..

يجب التدرّج بمدى عقد من الزمن".

 

"يجب إشغال الناس

إلى درجة لا يعود لديهم دقيقة للتفكير،

وإذّاك تكتمل مواصفات الحظيرة".

 

"اصطنعْ معضلة بعد معضلة،

إرم لكلّ معضلة مسكّناً".

"اصطنعْ أزمة ماليّة..

لكي يكون الحلّ على حساب تدنّي مستوى الخدمات والحقوق".

"ولكي يَقبلَ الناسُ باستسلامٍ واقعَهم

يجب تجريعهم السمّ بالتدرّج.. على أنّه شفاء..

أن نقول لهم أنّه مرّ بالطبيعة

ولكنّه حلو بالثمرة،

الناس حاضراً يوافقون فكرة تحقيق مكتسبات مستقبلاً،

لماذا؟ لأنّهم يميلون إلى الإعتقاد

أن الغد هكذا سيكون أفضل،

وأنهّم هكذا يمكنهم اجتناب دفع الثمن..

الذي لا مستقبل ولا غد من دونه".

 

"يليق بالسلطة أن تخاطب الناس

كأنّ أعمارهم لا تزيد على 12 سنة.

إنّ مخاطبة شخص وكأنّه طفل إبن 12 سنة

استيعابه سيكون مجرّد من الحسّ النقدي،

وبالمستوى ذاته الذي هو عليه استيعاب طفل عمره 12 عاماً.

 

يجب استثارة العواطف لا التفكير،

لا يعطّل المنطق كالعاطفة،

وحيٌ كلاسيكيّ قديم..

لطالما استُدعي تاريخيّاً.

تعطيل المنطق يُعطّل أوّل ما يُعطّل الحسّ النقدي،

العاطفة تفتح حيّزاً لبذار رغائب وسلوكيّات وأفكار.

 

يجب تقديم أجود التعليم

لأبناء الطبقات العليا

وأحطّه لأبناء الطبقات السفلى.

الهوّة المعرفيّة.. تجسير للهوّة الطبقيّة".

 

"يجب تعميم الرداءة

من خلال تقديمها أنّها روائع.

 

يجب أن ينتكس التمرّد

لينقلب إلى إحساس بالذنب..

كأن يعتقد الإنسان أنّه هو لا غيره

مسؤول عمّا يصيبه،

لأنّه ناقص عقل ودين،

فلا يقف بعدُ مسائلاً أو معارضاً لنمط الإنتاج،

بل يحمل الكرباج ويجلد ظهره.

 

إنّ معادل التعاسة والإكتئاب

هو الإنغلاق على الذات.. والتداعي من الداخل".

 

4 ـ (الحاكم بأمره)

"الحاكمُ بأمره..

أمسك ضعيفاً

من أولئك الذين يتحدّون ضعفَهم..

وأذاقه

في قبوٍ للتعذيب

مرَّ الصعق بالكهرباء،

ومرَّ التغطيس بالماء إلى فتحتي الأنف،

ومرَّ تخليعِ الأظافر وتحطيمِ الأصابع..

لكي يليّن لسانه.

وأخيراً جلب من الشارع عابراً..

وشنقه أمام عينيه.. منتفضاً حتى سكن تماماً".

 

5 ـ (هذا الفراغ)

سترى.. حين تبلغ..

بعينِ عقلك الصاحي.

ستضحك أو ستبكي..

هذا الفراغ كثير.

 

................

"ما بين مزدوجين منقول.. بتصرّف".

في نصوص اليوم