نصوص أدبية

ما لم تحكه شهرزاد

nisrin alahkafالساعة الآن تشيرالى منتصف الوجع حسب توقيت ‘‘الماضي‘‘ وما جاوره ..

هاهي تهتز الان وتتقلب في فراشها كغزال جريح تنتفض فزعا كمن رأى شبحا

دعني أوجه صوبها عدستي حتى يظهر لك المشهد أكثر وضوحا "هي" لا تعاني من أي مرض جسدي لايغرنك جسدها الخمري الشهي ولا شعرها الاسود المنسدل بعناية على قميص نومها الابيض الملائكي تفرّس ملامحها تحسّس بشرتها. "هي" أنثى بقلب مبتور كلما أغمضت عينيها رأت فاجعتها بوضوح " ذلك أن الاحزان لطالما احتاجت دعما من جيوش الظلام لتنفذ غزواتها الليليّة وتطيح بأسوار القلب .."

دعني أجلس على ذلك الكرسيّ الهزّاز في ركن الغرفة فقد أعياني الوقوف على أطلال الفاجعة من قال أن التصوير ممتع اقترب مني مسافة شفة أو أكثر سأسرّ لك بشيء " ان ماتعجز القلوب عن الافصاح به تكشفه العدسة مع أول صورة" لا عليك من تلك الجثة الهامدة خلفي أنصت اليّ سأقص عليك الليلة "مالم تحكه شهرزاد" ..

بطلتنا الليلة امرأة ذات مكانة مرموقة ومن عائلة ثرية تسلل رجل هوليودي الصفات الى حياتها فعاشت معه قصة حب جميلة سرعان ماتوّجت بالزواج وقد رافقت عدستي مراحل الزفاف ورصدت أجمل اللحظات حتى أنني حسدتها في سرّي على حظها الوافر لكن..

لا تبتسم رجاء لازلت لم أنه الحكاية وايّاك أن تظن لوهلة أنّ حريفتي قد انتهى الامر بها الى الطلاق نتيجة خيانة ما اذ لم تكن النهاية كلاسيكية كمعظم القصص الغرامية لأن البداية بالأساس كانت وليدة مخطط عميق ومدروس ..

مالي أراك تحملق هكذا .. نعم كانت البداية مدروسة ولم يلج حياتها صدفة بل أنّه كان يتمعش من الزيجات ..أي أنّه يترصد الانسات الثريّات اللواتي تخطين العقد الثالث من العمر ويتودّد اليهن حتى يلج عالمهن فيظفر بهن ويكون الزواج العمود الأساسي الذي يتوكّأ عليه لتنفيذ مخططه الابليلسي ومذ الايام الاولى من الزواج تبدأ رحلته مع "الصرّاف الالي " عفوا أقصد "الزوجة"

فيمتص أموالها كدودالعلق حتى ينفذ رصيدها البنكي فتستحيل الحياة جحيما لا يطاق وينقلب عطفه قسوة ورومنسيته ساديّة محضة ويصبح ذلك الوجه البشوش شيطانا انسيّا فيترصد ضحيّته حتى ينفذ صبرها ليتركها تتخبط في أوجاعها ويبحث عن طريدة موالية وهكذا دواليك ..

وهذا حال "حريفتي" تلك الملقاة على سريرها خلفي برصيد خالٍ من العاطفة وقلب مفلسٍ من الحب وبشبح أنثى تشبّث بعدستي أَبَى أن يفارقها لأن وحدها تنقل الصورة بأمانة .. وها أنا الان بجانبها ألتقط من أجل فتيات جيلها "الصورة الأخيرة"

 

نسرين الأحقاف

 

 

في نصوص اليوم