نصوص أدبية

كل الذين أحبُّهمْ

يا عاذلي لــو ذقتَ خمرتهُ

لعذرتَ من بغرامهِ سكروا

abdulfatah almutalibi

كل الذين أحبُّهمْ / عبد الفتاح المطلبي

 

كُلُّ الذينَ أُحبُـّــــــــهمْ عَبروا

وبقيتُ عنـــــــد البابِ أنتظرُ

 

عبروا إلـى اللاأين و ابتعدوا

ذهبوا فلا أثــــــــرٌ ولا خبرُ

 

بيني وبينهمو النــوى نزلتْ

فإذا بنا شطريـــــــنِ ننشطرُ

 

آهٍ فتلكَ البـــــــــابُ معضلةٌ

غُلِقَت إلــــى أن يأذن السَفَرُ

 

لمّا ذكـرتُهمـــــو وتُقتُ لهم

وطرَقتُ طرقَ متيّمٍ حضَروا

 

بزغوا كما الأقمارفي خلَدي

فنسيتُ ما أثِموا و ما وزِروا

 

أجرَامُهمْ غابتْ وقـد حضرتْ

أرواحُهم قربي فهل شــعروا

 

طافتْ عليَّ مخايـــــلٌ ودنتْ

مني بكلّ بهائـِــــــها الصـوَرُ

 

حضروا وقلبي كـانَ محفلهم

وأنا وليـــل الصبّ* والسمرُ

 

وشممتُ ضوعاً كنتُ أعرفهُ

فلعلّهُ مـــــــــــن عطرِهمْ أثرُ

 

كادتْ تطيرُ الروحُ من ولهٍ

وتأملتْ أن يُنصِــــــفَ القدَرُ

 

وأفاقتِ الدنيـــــــا  كما دأبتْ

وإذا بضوء الصــــبحِ ينفجرُ

 

وإذا بأحلام الكــرى انسربت

لمْ يُثنها  سَـــــــهَرٌ ولا حذرُ

 

ركبوا خيولَ النأي وامتشقوا

سيفَ الفـراق عليَ وانتصروا

 

وغفرتُ كل جنايةٍ صدرتْ

منهم إلى روحي وما غفروا

 

حكموا بإحضـــاري لغيبتهم

جسدي هنــــــا وهناك أنحدرُ

 

والوجدُ ريحٌ والجـوى سُحُبٍ

فَهَمى الحنيـــــــنُ كأنهُ مطرُ

 

قيثارةٌ قلبـــــــــــــي وأغنيةٌ

ذكراهمو وتَلَهُـــــــــفي وترُ

 

ناحتْ على السَـعَفاتِ هادلةٌ

من وجدها وتمـــايلَ الشجرُ

 

وإذا الجــوى ودَقتْ سحابتهُ

فجرى من الأشواقِ بي نهَرُ

 

قالوا أما تنســـى فقلتُ لهم

لحمٌ بهذا الصـــدرِ لا حجرُ

 

يا عاذلي لــو ذقتَ خمرتهُ

لعذرتَ من بغرامهِ سكروا

 

وعذرتَهمْ لو صـارَ كعبتهم

ولحجّ أكفرُهمْ ولاعتــمروا

 

مَدٌّ على شطآنـــــهم  لهفي

حتى إذا ما مسّــهمْ جزروا

 

أكثرتُ من شوقي لهم يقظاً

لكنهمْ فـــي الحلمِ قد نزروا

 

وودتُ أني مــــا عرفتهمو

يوما ولا في خاطري عبروا

 

أنا لم أزل في البابِ منتظراً

فاشهد عـلي بذاك يــــا قمرُ

 

 

في نصوص اليوم