نصوص أدبية

الإعياء

akeel alabodدوار يأخذ به نحو أقصى الزاوية، الارض التي حوله كأنها تتحول الى انخفاض هائل، الامتداد الشاهق الذي أمامه يقصف به فجاة صوب منحدرات تلك المصبات الكثيفة من المياه-تلك الهابطة بأثقالها كأنها براكين من اعلى قمم ذلك العلو، الصخور التي تسوق حركة هذه الكتل ترمي به بعيدا نحو أعمق نقطة من ذلك الانخفاض. الوقوف تلك الإمكانية من السيطرة تتحول الى ترنح شديد، رغبة كبيرة للقئ، شحوب باهت يقيد حركته يشل أطرافه المترنحة، يفرض عليه طوقا من السكون. الآخرون- الكيانات التي بانسيابية كانت تنتقل من هذا الحيّز الى ذاك توقفت تماما بهم تلك المسافات. البقعة التي كان يقف عندها، كأنها تقتلعه، تجرجر أطرافه المثقلة من اعلى السماء. كل شئ أمامه تحول الى انخفاض متحرك. جسده كأنه لم يعد قابلا لاستئناف مسيرته. الزمن بالنسبة اليه تُكوَّر كما عاصفة ثلجية تقصف بحي من احياء مدينة قائمة، تعصف بساكنيه عند أطراف بقعة نائية. الماضي والحاضر يتحدان عند ذروة ذلك التداعي، الأمطار تنهمر، المستقبل  جزيئاته الحركية تتداعى معلنة عن التوقف. اللحظة تلك، أعلنت عن تسجيل صوتي، لا يقدر ان يسمعه احد، الا نبضات  جهاز تسجيل صغير كان يحمله في جيبه. المتسلق رقم (.) يعانقه ذلك الصمت، ليعلن بقايا رحلة اوشكت أوصالها ان تودع اخر حقيبة من حقائب سفرها البعيد- هنالك حيث لا شئ الا ضباب بارد يطوف في اروقة المكان،   

التلفاز في الجهة المحاذية يعلن عن نبأ توقف عضلة قلبية كان لها اثر كبير في صناعة الحياة.

 

عقيل العبود/ساندياكو  

 

في نصوص اليوم