نصوص أدبية

صـديـقي أيها القــاري

nooradin samoodتمهيد للقصيد اللامية الطريفة الروي

كتبت هذه القصيدة بطريقة طريفة من التقفية لم أر مثلها إلا بيتين في كتاب الكشكول لبهاء الدين العاملي وهماعلى نفس بحر هذه القصيدة وهو الوافر كما عثرت على قصيدة طويلة مقفاة بهذه الطريقة، لكن ناظمها أدخل في قوافيها ال الشمسية واللام لا تظهر إلا مع الحروف القمرية الواردة في هذه القصيدة. ولذلك لم نقفِّ هذه القصيدة بال التي يليها حرف شمسي فلو وضعنا البيت التالي ضمن قصيدة عادية لكان بيتا صحيحا مدورا، لكن شطره الأول في هذه القصيدة يكون غير مقفى لأن اللام في شطره الأول غير متوفر:

(ووجهك لاح وضاءً كنور الشـْـ

ـشُـموع إذا أضاءت وسْطَ محفلْ)

صـديـقي أيها القــاري / نور الدين صمود

 

صـديـقي أيها القــاري تــأمّـلْ !

بشِعري، فهْـو عــذبٌ مثلَ ماء ِالـْ

ـفـُراتِ إذا صفا من بعد غيثِ الـْ

ـخــريفِ، فإنه كالشَّهْـدِ فـانـْهَـلْ !

ومـاءٌ سـلـسبـيـلٌ، أبْـصرَتـْهُ الـْ

ـعُيون الحائـراتُ، سـرى بجَـدْوَلْ

ولم يكُ كالسرابِ يَـزيــدُ حَـرَّ الـْ

ــقلوبِ الظامئاتِ مشتْ بمـَجْـهَـلْ

ويــبدو كـل بــيـت مثـل مــشعَـلْ

يـكـاد، لفحمة الظلماء، يُشْعِــلْ

ويُلقــي ألـفَ نجم مثل شمْع ِالـْ

ـعرائسِ شعَّ في ظلماء ِمَحْفـَلْ

فشِعريٍ مثلُ ماءِ النيل، فانـْهَلْ !

ويبدو لامعًـا مثـل السَّجَـنـجــلْ

ومثل ترائـبِ الذلفـاءِ مُـذهِــلْ

وشـَعْرُكِ مثلُ ليل جَـدَّلتـْهُ الـْ

ـمَراجلُ، فهو عذبٌ إذ يُرَجّــلْ

وقالت: إن شـِعْرَكَ مثلُ شـَعري الـْ

ـمُصَفـَّفِ، رائعٌ في يـوم مـحْـفـَـلْ

فيا من تـَنظمُ الأشعارَ مثــلَ الـْ

ـعُـقـودِ على النحور، بها تأمَّــل !ْ

وهذا الشـِّعرِ مثلُ هديلِ وُرْقِ الـْ

ـيَـمـام ِ بفرعِ غصن ٍ راح يَهْدِلْ

ويدعو (ساق حُرّ)ٍ في فروع الـْ

ـغـُصون الـْيانعات، بصوتِ بُلـْبُلْ

 

أ.د : نورالدين صمّود

...................

1) ساقُ حُّرٍّ: ذكر القـُماري، وهما نوعان من اليمام أصغر من الحمام. وكلها لها صوت متشابه يسمى الهديل.

 

 

في نصوص اليوم