نصوص أدبية
أنا عندي حنين
تباغتني في لحظاتٍ عابرةٍ
أحياناً من فاصلة في قصيدةٍ
أو من مفردة في كتابٍ
أنا عندي حنين / طلال الغوّار
"ما بعرف لمين"
ما أغربكَ أيّها الحنين
وما أوجعكَ
لا أعرفً إلى أين تمضي بي
وتحطّ رحالكَ
ربمّا إلى صبّيٍ كنتهُ يوما
يجلسُ عند النهرِ
وهو يتصفّحُ موجاته
ليقرأ وصاياه
أو ربمّا إلى أبٍ
كان كل صباح يتلمّس أحلامه
في قامتي
فأتركُ المسراتِ
تركضُ في خطواتي
وأنا أضعُ تحت أبطيَ الطرقات
ربمّا إلى صبّيةٍ
رمتْ بالوردةِ يوماً قلبي
لتتفتح كل صباحٍ في صدري
ربمّا إلى رفقةٍ
حلّقوا بأجنحةِ الغياب
وما عادوا
ربما...
ربما....
ما أغربكَ أيّها الحنين
وما أوجعكَ
تباغتني في لحظاتٍ عابرةٍ
أحياناً من فاصلة في قصيدةٍ
أو من مفردة في كتابٍ
وأحياناً من طفلٍ حلّق في حلمٍ
وهو يعدُّ على أصابعهِ النجوم
أو من التفاتةِ رجلٍ غريب
*
أضلّت الطرقات خطواته
أو من عينيّ امرأةٍ
ترسلُ نحوي دهشتها
وكثيرا ما كنتَ أيها الحنين
تنصبُ كميناً تحت وسادتي
وتأسرني
حينما أستيقظُ من نومي
تُرى
هل كنتُ أبحثُ عن ذاتٍ
أرهقها سفرٌ
في الحبِّ
وفي الشعرِ
سفرٌ في الحربِ
أم كنتُ أستشرفُ اللامرئي
من الآتي
بقناديلَ الذكرى
أم كنتُ أتمرأى فيكَ
كي أصلَ إلى معناي
شعر : طلال الغوّار - العراق