نصوص أدبية

تضمخَ بالصَبا

إذا شرَّعتَ نافـــــذةَ الأماني

تسدّ عليكَ بالخيبـــــاتِ بابا

abdulfatah almutalibi

تضمخَ بالصَبا / عبد الفتاح المطلبي

 

تَضَمّخّ بالصَــــبا طِيباً فطابا

ومرّ بنا كنســــــمتِها و غابا

 

عليهِ حسرةٌ فـــــي كلِّ نفسٍ

كأن لها مـــــن التبريحِ نابا

 

يجُنُّ بشَعرِهِ ليـــــــلٌ طويلٌ

يتوقُ لدارةِ القـــــمرِ اقترابا

 

ويعلمُ أن بــــي للدمعِ حفلاً

أكَفْكِفُهُ فيــــــــزدادَ إنسكابا

 

وأنّ لنا مــــــن الآهاتِ بيداً

تراها فــــــــي فيافيها ذئابا

 

تناسى ما مضى ونأى بعيداً

وكانتْ كـــلُّ واشجةٍ كِذابا

 

وأمعنَ بالمغيبِ فصارَ طيفاً

إذا أمسكتهُ في الروعِ  ذابا

 

كأنّ ذوي الجَمالِ بـلا قلوبٍ

وما فتِئت وعُـودُهمو سَرابا

 

وتلك مشيئةُ الأقـدارِ تمضي

وقد حسَـبت وأتقـنتِ الحسابا

 

فخذْ ممن قضوا عشقاً دروساً

لقد بشــموا بمنْ عشِقوا عَذابا

 

وشادوا في الكرى للعشقِ صرحاً

ولما استيقظوا وجـــدوا خرابا

 

وظنّوا أن كـــــأس الوجد شهدٌ

فلما أصبحوا شــــربوهُ صابا

 

وكم ستَــرَتْ لواعِجَنا الليالي

وكم كشفتْ عـن الولَهِ النقابا

 

إذا شرَّعتَ نافـــــذةَ الأماني

تسدّ عليكَ بالخيبـــــاتِ بابا

 

قضتْ منهم مآربها بصمتٍ

وحين تساءلوا عقُمتْ جوابا

 

ترفقْ إنّ بعض التربِ قلبٌ

لعلّ به من الوجدِ إضـطرابا

 

تيممْ مـــن صعيدٍ كـانَ يوماً

دماً، لحماً، أنيــــنَاً أو عتابا

 

لواستيقظتَ فجراً قد تراهم

خيالاتٍ تلفعــــــتِ الضبابا

 

وقد تركوا بنا شــوقا إليهم

لهُ نارٌ تألقـــــــــــتِ التهابا

 

وإن وطئتْ نعالكَ فوقَ تربٍ

فصلِّ ركعتيّ عشـــقٍ ثوابا

 

فقبلك كلُّ مــن عشقوا أتتهمْ

مناياهمْ وقد صــاروا ترابا

 

كأني إذ أرى من ماتَ عشقاً

وقد أعطـوهُ باليُمنى الكتابا

 

جزاهُ الله بالإيــــحاشِ أنساً

وبالمهدورِ مـن عمرٍ شبابا

 

 

في نصوص اليوم