نصوص أدبية

البولنك

akeel alabodشعرت فعلا كأني انطلق من شرنقة حكمت علي أطواق صمتها الذي تراه دائما يسحبني من الخارج، ليزج بي بقوة نحو الداخل.

هذه المرة شئ ما؛ اصرار ينتابني، يدفع بي نحو ابواب فضاءاته المفتوحة، لكأنني انطلق من الداخل، أحلق لانبعث وفقا لحركات كائن يستغرقه إيقاع يندفع، كما حركة عنيفة.

 طاقة تزج بي نحو مسافة معينة، تحرك اجزاء جسدي المنهك، رقبتي، اذرعي، اقدامي، حتى تلك الأطراف التي كنت ذات يوم استعد بها، لتسلق بعض القمم، تلك التي قريبا احيانا تمتد شاهقة امام اعيننا، كاننا نحلم ان نسوق اروقة احلامنا عبرها نحو السماء.

جرس يسترعي انتباهي لان أكون  مواظبا هكذا نحو الامام. دوري تسلسلي هو الاول، عدد المتسابقين معي أربعة أفراد. الفرد الواحد له ان يجرب مرتين.  

خط السباق مساحة ممتدة بقدر متر قاطع من اليمين الى اليسار، الحذاء الذي يجب ان أرتديه يقي اقدامي من التزحلق، اوفقدان السيطرة، على الملمس الناعم للارض الخشبية، التي تشبة صالة مسرح يطل على الجمهور.

جسدك عند المنتصف، ذراعك اليمين تمسك بكرة صاج تختلف في أوزانها بحسب حاملها، الكرة تترنح، أصابعك تسوق أقدامك نحو الامام.

المرمى مسافة يمكن لك ان تقطعها بثلاث دقائق. هذه المسافة هي ممر سالك صوب الهدف.

الحاجز مجموعة كيانات خشبية تشبه قناني الزجاج، مصنوعة كما تبدو من مادة صلدة، مصطفة على شاكلة خط واحد، واقفة تنتظر دورها عند فتحة بوابة قريبة تنتهي عند منحدر لا يمكن  رؤيته.

هنا وانت تحملها لكي ترمي هذا الحاجز الذي يقف أمامك بطريقة تجذب النظر، عليك ان تعرف مدى استعدادك على حمل الوزن المناسب.

الواجهة الأمامية شاسة اعلان، تطل عليك كما واجهة حاسوب عالقة عند اسواق البورصة.

تقسيم بأسماء اللاعبين ومربعات على شكل خطوط أفقية، تشير لمعدلات الأرقام المحرزة في السباق، اجواء الكترونية   تختلط معها أصوات موسيقى سريعة الايقاع تارة، اوهادئة تارة اخرى، الاضواء الملونة، كراسي الجلوس، تلك الصالة التي تشبه صالة عرض مفتوحة.

اللوحة مكتوب عليها اسمك الذي تم تسجيله لحظة شراء بطاقة الدخول الى ملعب المباراة، الأشخاص الذين يحيطون بك أسماؤهم مكتوبة فوق الشاشة.

المباراة خط به تبتدئ اول لحظة المرمى، التسجيل هو عدد الأهداف التي يتم تسجيلها من قبلك.

هنا وانت تدحرج الكرة، تشعر كما لو انك تتقدم الى الامام. تقفز نحو المرمى، اللحظة المرتقبة للمتسابقين، هي النقاط التي يتم أحرازها، التركيز بدقة هو من يساعدك لان تكون قريبا على الفوز.

هنا وانت تحرز العدد الأكبر من النقاط بين المتسابقين، ينتابك الفرح، خاصة عندما ترى اعلان على الشاشة كتب فيه strike مع صورة اعلان ضوئي يهنئك بعدد نقاطك.

الفوز هو الدرجة المستحقة، تلك التي تأخذ بيدي الى الامام تسترعي انتباهي لان أكون متزنا في وقفني، هادئا اكثر تركيزا، اكثر ثقة، اكثر تطلعا الى الامام، الخلف لا يمكن لك ان تنظر اليه.

إذن لكي أحقق اعلى نقطة في السباق، علي ان احرر نفسي من جميع الحواجز-حاجز واحد فقط يتم التصويب نحوه. خروجك من داخل نفسك الى محيطك، ان تكون قويا واثقا، لعلك تحقق ما تصبو اليه.

 

عقيل العبود/ساندياكو  

 

 

في نصوص اليوم