نصوص أدبية

ضعتُ في عينيكِ

أستدعي إلى ذاكرتي

هوامشَ تلكَ الأيام

حينَ استعرتُ عينيكِ

atif aldarabsa

ضعتُ في عينيكِ .. فوجدتُ ذاتي / عاطف الدرابسة

 

قلتُ لها :

كم ضعتُ في عينيكِ

فردَّني النُّورُ إلى ذاتي

وعادتْ ابتسامتي إلى وجهي

من جديدْ

كأنَّها العيدْ

 

كم ضعتُ في عينيكِ

وأخذني الموجُ

كسفنِ السماءِ

إلى شواطىءِ الأملْ ..

أرقدُ مثلَ الشَّجرِ العتيقِ

أتفيَّأُ بظلِّي

من وحشةِ الظلام ..

أستدعي إلى ذاكرتي

هوامشَ تلكَ الأيام

حينَ استعرتُ عينيكِ

لأرى روحي

بعد أن سرقوا مني

آخرَ المرايا

وآخرَ نقطةِ ضوءْ ..

 

كم ضعتُ في عينيكِ

وأخذتني المعاني إلى

كهفِ الحروفْ ..

حيثُ الحقيقة تغفو

كما يغفو على أغصانِ

الشٌجرِ

قمرْ ...

 

كم ضعتُ في عينيكِ

مثلَ الأطفالْ

أبحثُ عن فجرٍ

وراءَ الجدرانْ ..

عن طريقٍ

تؤدي إلى الشآم

عن حبٍّ يستيقظُ

في بغدادْ ..

عن قمرٍ مُكتَملٍ

في صنعاءْ ..

 

كم ضعتُ في عينيكِ

أسألُ الدموعْ

مَنْ سرقَ الضِّحكةَ

مِن العيون؟

مَن سرقَ مِن الفَرَاش

الرَّبيع؟

مَن سرقَ الدفءَ

مِن أحضانكِ

وتركَ لكِ الصَّقيع؟

 

أشعرُ بالبردِ يا حبيبةُ

حينَ الدَّمع لا يكفيني

وتهجُرني الأمطارْ ..

مَن سرقَ الشَّمسَ

من النَّهار؟

ومِن جوفِ السَّماءِ

مَن سرقَ السَّحاب ؟

 

كم ضعتُ في عينيكِ يا حبيبةُ

أبحثُ عن الهواءِ

عن النَّارِ

عن الماءْ ..

فعدتُ عودةَ الخائبِ

أحملُ في يدي اليمنى

عَلَماً مُخضَّباً بالدماءْ ..

وأحملُ في يدي اليسرى

حفنةَ سرابْ ..

 

د.ع

 

في نصوص اليوم