نصوص أدبية
أهِشُّ ذِكْرَاكَ
آهٍ من أيلول
يأتي بكاملِ خريفِهِ
أهِشُّ ذِكْرَاكَ / ريتا عودة
أهِشُّ ذِكْرَاكَ
بقصيدةٍ أو اثنتَيْنِ
وأُصَوِّبُ
خرطومَ المَاءِ
نحوَ الذّاكِرَة
حِين تشتعلُ حَرَائِقُ
الحنينِ إلَيْكَ..
فيتصاعدُ اللهيبُ
أسودًا..
أسودًا..
كَهذا الليلِ..
كَ حُلُمي.
كَ أرَقي.
كَ قَلَقِي.
*
آهٍ من حُلُمِي
المُجْهَض
وَصَمْتِي المُجْهَد
وأنا ُ كَ قُنفُذٍ
أتكوَّر
في زَاويةِ الفِرَاقِ.
*
آهٍ مِن يَدي
تسعَى لتَخْلَعَ
عَنْ جُدْرَانِ الذّاكِرَة
مَسَامِيرَهَا...!
*
آهٍ مِنْ
تِكْرَارِ المُحَاوَلة
لتَـقْشِـيرِ
صَبّارِ الحِكَايَة...!
*
آهٍ مِن عُصفوري
المُحَبَبّ..
الذي ضاقَ
بالقفصِ غَيْظًا
ففرَّ ...
كالذي قبله وقبلَهُ
من بينِ
قُضْبانِ العُزلَة.
*
آهٍ مِنْ غيمٍ
يركضُ
في مساحَاتِ السَّمَاءِ
الشَّاسِعَة..
دُونَ أنْ يُمْطِرَ
بَرَدًا وسَلامًا
فوقَ
حَرَائِقِ القَصَائِدِ.
*
آهٍ من أيلول
يأتي بكاملِ خريفِهِ
ولا يأتي
برَبِـيـعِ حَنانِـكَ..
بِـ عِقْدِ الفُلِّ المُنتَظَر..
بِـ إبتسامَتِكَ
المَوْعُودَة..
بِـ أشواقِكَ
المَوْؤدَة..
بمرَاكِبَ وَرَقِيَّة
اعتادَتْ
أنْ تُبْحِرَ
في أحاسيسِكَ
دُونَمَا وَجَلٍ
من بَرْقٍ أو رَعْدٍ
أوْ
عَوَاصِفَ مَجْنُونَة!.
*
آهٍ مِنْ يَدٍ
تُفْرِغُ الآنَ..الآنَ..
رَصَاصَاتِ الرَّحْمَة
عَلَى غَـزَالَةٍ
تئِنّ مِنْ وَجَعِ
بَرَاثِنٍ
نَهَشَتْ جَسَدَهَا
البَّضِّ
وَتَرَكَتْهَا مُعَلَّقَة
بينَ ألَمٍ وَأَمَلٍ.
*
آهٍ من رُوحِي..
كيفَ صَارَتْ
سجَادَّةً عَجَمِيّةً
أنْفِضُ عَنْهَا الغُبَارَ
كُلَّمَا
أَخَذَنِي الحَنِينُ
إليْكَ.
*
آهٍ مِنْ
دَفتَري الأخْضَر..
يُشعِلُ
اسْمَكَ في خَيَالِي
كما المُفَرْقَعَات!
*
آهٍ من حُرُوفٍ
أُحَاوِلُ جَمْعَهَا
في كَلِمَة:
" أُ. حِ. بُّ. كَ"
فَتَتَنَافَرُ
وتَفِرُّ بإتِجَاهِ
فَزَّاعَاتِ الفِرَاق!
*
آهٍ مِنْ عِشْقٍ
وُلِدَ ومَاتَ
في ذَاتِ المِذْوَدِ..
قبلَ أنْ يَنْبِسَ
بأيِّ إعْتِرَافٍ عِشقِيّ..
قبلَ أنْ يَتَنَاسَلَ..
قبلَ أنْ يَمْلأَ الأرْضَ
أقواسَ قُزَحٍ
طَائراتِ وَرَقٍ
مُلَوَنَة
أكوازَ صَنَوْبَرٍ..
ضحكًا..
شِعرًأ..
وَجُنونًا...!
30.07.2017
ريتا عودة
حيفا