نصوص أدبية

لذة الإختناق

مَهما أرادوا البعدَ فيما بيننا

لن ينفعَ المتحاملَ التصميمُ

samey alamri

لذة الإختناق / سامي العامري

 

لديَّ صديق رسام موهوب.

قال لي قبل أكثر من ثلاثين عاماً:

أتدري أن الصور بالأبيض والأسود أجمل من الصور الملونة؟

قلتُ له:

ربما ولكن كيف تفهم الأمر؟

فقال:

فيها عمق لا توفره الألوان.

واليوم أقول:

ما أجمل العفوية هكذا بلا تزويق، بلا تحميض!

*****

سَفَري وحيداً في الجمال أليمُ

لا بد من مَهوى هوىً فأقيمُ

 

فرجعتُ أبغي الصفحَ عن هذيٍ بدا

فرضاك لا العَليا هو التكريمُ

 

مَهما أرادوا البعدَ فيما بيننا

لن ينفعَ المتحاملَ التصميمُ

 

نحن البسيطةُ في محبتنا معاً

!دُوَلٌ لها وزعيمةٌ وزعيمُ

*****

اضطجعتُ البارحة على سريري منتصف الليل وحاولت

الإسترخاء ونسيان كل شيء وأغمضت عيني فإذا بخفاش يقفز على أنفي وجناحاه على فمي ليسدَّ جهازي التنفسي ويصوّتَ فصحتُ من خلال أذنيّ ماذا تريد مني؟ ولم أكن مرتعباً لأن صوته كان مثل جسمه رقيقاً ومقلوباً ،

أعدتُ صياغة السؤال وأنا أستمتع بلذة الإختناق:

هل أنت جائع؟ هل تحتاج إلى فأر مثلاً؟ خنفساء؟ بعوضة؟

فنهرني وصاح بي:

أجلسْ بطريقة صحيحة لكي تكون أفكارك صحيحة فقلبتُ نفسي متدلياً من السقف والعجيب أني فهمته !

*****

غبتِ حتى شحنتِ سراج اغترابي

فحدَّث عنك وعني وعنْ ...

كعودٍ وكم يرمشُ العود باللحنْ

وقد يتغدّى الحنينُ بصبري

وقد يتعشّى بعمري

ومِن غيرِ صحنْ !

*****

هل تعلمْ

أنَّ الأفكار هي الأخرى تتألمْ؟

وخُطاكَ لغاتٌ،

ولكي تفهمَها

تحتاجُ إلى الغوص بأكثر من مُعجَمْ !

 

برلين

2017صيف ـ

 

 

في نصوص اليوم