نصوص أدبية

أغدًا يكونُ العيدُ أم بعدَ الغدِ

قد ضاع في عمق الجهالةْ

والتّعصّبِ.. والتّأرْنُبِ.. والنّذالةْ

naseem alasadi

أغدًا يكونُ العيدُ أم بعدَ الغدِ / نسيم عاطف الأسدي

 

قال الصّغيرُ مخاطبًا:

هيّا أجبني يا أبي

أغدًا يكونُ العيدُ أم بعدَ الغدِ

ردّ الأبُ:

هذا السّؤالُ محرّمٌ

فالأمرُ أمرُ السّيّدِ

ملكِ البلادِ الأوحدِ

اَلـمـُطْلَقِ... المتحكّمِ..

اَلنّافذِ... المتبصّرِ..

اَلآمرِ... المتفرّدِ....

اَلأمرُ أمرُ السّيّدِ

هو عالمٌ بالموعدِ

وسيخبرونكَ بالزّمانِ فدونهمْ..

لن تهتدي

- عجبًا أبي،

إنّي نظرْتُ إلى السّماءِ فلم أجدْ إلّا قمرْ

قمرًا وحيدًا أوحَدَا

لا نسخةٌ له أو صُوَرْ

ونظرْتُ للأممِ الّتي من حولنا

هم مِثلنا!

عرَبٌ بسرٍّ أو بجَهرْ

كان الرّسول هداهمُ

لطريقهِ

خيرُ البشرْ!

لكنّنا...

لكنّهمْ...

قد ضاع في عمق الجهالةْ

والتّعصّبِ.. والتّأرْنُبِ.. والنّذالةْ

ضاعَ في عمقِ اللّيالي

ضاعَ في حمقِ العيونْ

يا والدي.. ضاعَ القمرْ

فالصّومُ نبدأهُ هنا

والغيرُ منّا ينتظرْ

والعيدُ يأتي أرضَنا

وهناكَ عندَ حدودهمْ

أخفَوْهُ ما له من أثرْ

أبقَوْهُ في سجنِ التّشرذمِ

يومَ عيدهِ يصطبرْ.

...........

انظر أبي غيرَ العربْ

في عيدهم في كلّ عام

ترنو السّماءُ إليهمُ

تبكي السّماءُ عليهمُ

في كلّ عامْ

عصروا السّماءَ كما أرادوا

أجهضوا منها المطرْ

والعُربُ تسْجِنُهُ القمرْ

أتراهُمُ صنعوا القدرْ؟

أم نحنُ ضيّعنا الطّريقَ فضاع من أجسادنا

نَفَسُ البَشَر؟!

 

في نصوص اليوم