نصوص أدبية

لغوب

وحبيبٌ قــد أنكرَ الودِّ ظلماً

كلما لنتُ فــــــي هواهُ يجورُ

abdulfatah almutalibi

لغوب / عبد الفتاح المطلبي

 

يومُكَ السعدُ والهنا والسرورُ

غائبٌ أنت والليالي حضورُ

 

إنّ شوقي إليكَ سِــدرٌ وريفٌ

أرضهُ الروحُ والفؤادُ الجذورُ

 

فاخِتاتُ الأحلامِ ملّتْ رفيفاً

أتعبتها الرياحُ وهــي تطيرُ

 

ولقد قصّتِ الجنــاحَ وقرّتْ

بينَ ضلعيــن والغرامُ عذيرُ

 

أنا إن كنتُ في هواك سجينا

أيُّ سجنٍ؟ يشعُّ بيْ منهُ نورُ

 

لا تلمني فلستُ أحسِنُ شدوي

مسَّ روحي من اللغوبِ الكثيرُ

 

ويكَ يا عاذلَ الفــــؤادِ تمهل

أنا أدرى بـــــــما تلظّى خبيرُ

 

مفرداً كنتُ والتبــاريحُ جيشاً

يزحفُ الآنَ إذ يعــــزُّ الظهيرُ

 

هي حربٌ ميدانُها فـي فؤادي

وخيولٌ من الأسـى بــيْ تغيرُ

 

كلما صدّ غـــــــارةَ يتعالى

قسطلُ الوجد أو يضجُّ النفيرُ

 

النهاراتُ قـد خـلتْ من نجيٍّ

والليالي يشحُّ فيـــــها السميرُ

 

كيف للطَرفِ أن ينامَ قريراً

ومن الدمعِ فـي الجفونِ غديرُ

 

وحبيبٌ قــد أنكرَ الودِّ ظلماً

كلما لنتُ فــــــي هواهُ يجورُ

 

وإذا اشتقتُ صـــدّني وتولّى

ماءَ نبعٍ عن الصخورِ يحورُ

 

وإذا أطفأ الفــــــــؤادُ حريقاً

شبّ فيهِ مـــن الهمومِ سعيرُ

 

كم تمادتْ وكم أشحتُ ولكن

زاحمتني على البقايــا أمورُ

 

كلما حطّ طائرُ الحـلمِ قربي

قبلَ أنْ يبدأ الغنــــــاءَ يطيرُ

 

أشعل الدهرُ بالمفـارقِ ناراً

هي بعضٌ مما يقاسـي يسيرُ

 

وهنَ العظمُ والخُطى قاصراتٌ

ولعلّ االغواشَ حــــولي نذيرُ

 

وكأنّ الرحيـــــلَ باتَ وشيكاً

وملاك الأرواحِ فوقي  يدورُ

 

وأراني ككــــومةٍ من حُطامٍ

غيرأن الفـــؤادَ طفــلٌ غريرُ

 

لم يكن يعرف الهوى فتمادى

مغمضَ العينِ مطمئــناً يسيرُ

 

فإذا بالدروبِ ملأى وحوشاً

قد تعالى ضباحُــــها والزئيرُ

 

وإذا الليلُ حــــــالكٌ والمنايا

مثلُ سبّابةٍ إليـــــــــــهِ تشيرُ

 

وكأن الفؤادَ طــــرسٌ عتيقٌ

كتبتْ فيـــــــه للرحيل سطورُ

 

إنّ عمراً تضيعُ فيـهِ الأماني

مثل أرضٍ تشحّ فيها الزهورُ

 

مثل صحراء ما بها غيرُ رملٍ

أوظلامٍ تجنبتـــــــــــهُ البدورُ

 

ليسَ لي مـن هواه إلا هلاكي

هل يلومُ الجزّارَ يوماً جزورُ

 

إنما غايةُ الوجـــــــودِ سباقٌ

ما لِعشقِ البُغاثِ تهـوي الصقورُ

 

 

في نصوص اليوم