نصوص أدبية

مقام العاشق

لا يرى غيــــرَ حيّهمْ وطناً

كلُّ أرضٍ مــن بعدهِ نجَفُ

abdulfatah almutalibi

مقام العاشق / عبد الفتاح المطلبي

 

أيُّ شــوقٍ صهيلهُ اللهَفُ

وحريقٌ وقـــــودُهُ الأسفُ

 

مورياً بالفـــــؤادِ جذوتَهُ

يصطلي نارَها و يرتجفُ

 

لمْ يزلْ مولــــعاً بعاذلةٍ

زانهَا من بضاضةٍ رَهَفُ

 

عصفتْ بالفــــؤادِ فتنتُها

فتلظّى بنبضـــــهِ شَغَفُ

 

كلما جـــاءَ تائباً  وسَلا

ردّهُ للصبــــــابةِ الهَيَفُ

 

شفّهُ الوجدُ والجوى فغدا

مثلَ عودٍ يكــادُ ينقصفُ

 

حَكموا بالجفاعليــه وقد

أوغلوا ظالمينَ واعتَسَفوا

 

أجُناحٌ إذا يكــــــــونُ لَهُ

قلبُ صـــبٍّ ومقلةٌ تكِفُ

 

حينما أدغـلَ الوشاةُ بهم

لم يقاربْهُ فيــــهمو جنَفُ

 

رقّ حتى استــــدرَّ مقلتَهُ

طائرٌ فــوقَ غصنهِ يقفُ

 

قد تغنّى فَهاجَ فيــهِ جوىً

واكتوى منهُ قلبـُهُ الدَنِفُ

 

عقّت الجفنَ دمعةٌ فجرَتْ

فإذا العاذلون قـــد عرفوا

 

ما لهم يعــــــذلونَ دمعتهِ

ويقولونَ أنـــــهُ  صَلِفُ

 

عجباً كيـفَ يحكمون إذن

وإذا مرَّ ذِكــــرُهُ وَجَفوا

 

لَحْمةً كـــــانَ قلبُهُ ودَماً

أيظنّونَ أنّـــــــهُ خَزَفُ

 

لكأني بهم وقـــد  قنطوا

يوم في سرّ وجدهِ اختلفوا

 

علِموا أنهُ فتـــــىً كلِفٌ

لائثٌ عَـــــقلُهُ ومُزدَهَفُ

 

ليسَ يدري ولا دليـــلَ لهُ

أين يمضي وأين ينعطفُ

 

إن عشقَ الفتى محجّـتُهُ

كل شيء عـداه منحرفُ

 

ربما صــــار قلبُهُ حطباً

أو تردّتْ من فوقهِ كُسُفُ

 

لا يرى غيــــرَ حيّهمْ وطناً

كلُّ أرضٍ مــن بعدهِ نجَفُ

 

إن قلبا  لظــــــاهُ نبضتُهُ

كيفَ ينجو منـها ويزدلفُ

 

إن تكنْ عاشـقاً تكنْ برِماً

بأناسٍ قلُوبُـــــــــهمْ غُلُفُ

 

مَخَروا الهجرَوالنوى سُفُنٌ

حيثُ لا شاطئٌ ولا جُرُفُ

 

من تخّلى عن الجَنى رُطَباً

ليس يعنيهِ لو ذوى سَعَفُ

 

 

في نصوص اليوم