تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

بئر شطون

ahmad belkasemتأبط الربيع آخر نفحة ندية ورحل غير مودع، فأطلق الجفاف لسانه السليط ليلحس كل شيء تلألأ أمام عينه، اغتصب كديكتاتور حديث عهد بالسلطة بقسوة وبنهم كل ذرة ماء صادفها في طريقه،فلا تلك التي احتمت بالبراعم نجت من جبروت مخالبه الحادة، ولا تلك التي وأدت نفسها تحت الثرى نالت شفقته.في كل صباح يطلع على الدنيا بوجهه الظمآن يعب أنفاس الثرى والبشر، يلوي أعناق السنابل، يخمد الصدى في الحناجر،يرشف قطرات الندى في السحر.

توقف الرجل عن الحفر وشد الحبل حول خصره ثم صاح:

-  أخرجوني؟

- ما بك عم درويش؟

- لا بأس أخرجوني حالا.

فك وثاق خصره.فبادروه بالسؤال من جديد عن سبب توقفه عن الحفر. 

- أكيد حدث لك مكروه.

- لا لم يحدث لي أي مكروه.

- إذن ما الحكاية؟

- وأنا في غيابات الجب استفزني سؤال محير.

- ما هو؟

- قالت لي نفسي غاضبة موبخة:

- اسمع أيها الشقي!

- تفضلي يا نفسي الأبية.

- أنت لم تستطع كسب رزقك فوق الأرض وعلى نور شمسها !؟

- أجل ياحياتي!

-  فكيف ستعثر عنه في بطنها تحت العتمة؟

- لله درك من نفس طيبة طوبى للأنفس الطيبة أمثالك.

 ما إن كاد ينهي كلامه حتى بادره صحباه متسائلين:

- والصفقة التي برمنا مع الحاج؟

- لينزل إلى القاع لقد تركت عدة الحفر هناك.

- ماذا دهاك يارجل؟ !

- لينفخ الروح في جذور ثروته من أسفل.

 

أحمد بلقاسم - المغرب  

 

في نصوص اليوم