نصوص أدبية

لفراق العراق يبكي الفحولُ

مهداة إلى الشاعر الكبير الأستاذ

عبد الستار نور علي

jafar almuhajir

لفراق العراق يبكي الفحولُ / جعفر المهاجر

 

ياعبيرَ الدهور  ماذا   أقولُ

ها هو العمر يعتريه الذبولُ

وطنُ الشمس قبلتي ورجائي

وحديثي عن الفراق   طويلُ

سيد النخل في دمي شهقاتٌ

دامياتٌ    ووقعهنً     ثقيلُ

وتشظًى بأضلعي الحزن دهرا

وندائي    مجرًحٌ    مشلولُ

سيدُ النخل إن وجديْ حريقٌ

يتلظًى    فأين   أين السبيلُ؟

أدمن الحزنُ في  العظام ودوًى

وجفاءٌ    أمضني     وذحولُ

سيد النخل قد دهتك الدواهي

فالأشقاءُ     متخمٌ    وهزيلُ

ترك  الغدر  في  رباك  دمارا

وشقاءَ   لم  ترتكبْهُ  المغولُ

يخطف الموت كل يوم نجوما

وثكالى   بين  القبور  تجولُ

وبيوتاً   طافً  العناءُ عليها

وترامى على  الحقول  ذبولُ

عشعش الجدبُ في بطون الروابي

فتوارى  ربيعُها    المأمولُ

لم   تعدْ   للنخيلٍ  غيرُ  بقايا

من   جذوعٍ   كأنهنً    طلولُ

والليالي  عميقةٌٌ  في  أساها

والصباحاتُ  حسرةٌ   وذهولُ

وطيورٌ  هجرنً   أيكاً   عليلا

لست ادري متى يعودُ الهديلُ؟

وعراك الديوك أضحى سجالا

فعليمٌ   بما   جنى    وجهولُ

وجناةٌ  زادوك  ظلما  وقهرا

والشعاراتُ  زادهمْ  والطبولُ

ووعودٌ    بطونُهنً    خواءُ

وكلامٌ      مُنمًقٌ     معسولُ

ولصوصٌ تناهبوا السحتَ جهرا

ودموعُ  النفاق  منهمْ  تسيلُ !

أطلقوا العهدٍ  باللسان  جُزافا

ويحً   قوم عهودهمْ  تدجيلُ.!

وضباعٌ     بأهلنا     تتعشى

والنواطيرُ   أرًقتها   الحلولُ

وانقضى العمر بين رعبٍ ونفيٍ

ومسوخٌ  على   الأباة   تصولُ

ووضيعٌ    يتيهُ   زهوا  وكٍبْرا

وعفيفٌ     مغيًبٌ     مجهولُ

أفسدتْ دولةُ الصراعات عيشا

وتلاشت خلفً الحجاب العقولُ

حزنُ بغدادً جمرةٌ  في جفوني

وأساها   في   جانحيً  عويلُ

حزنُ  بغداد مديةٌٌفي  فؤادي

قتلتني  وكيف يحيى   القتيلُ!؟

سحرُ  بغدادَ  لايدانيهِ   سحرٌ

قد   تلاشى   وأطفئ  القنديل

فجرها الرحبُ  واللياليْ شهودٌ

وضحاها  وظهرها  والأصيلُ

فلماذا  تعجُ   فيها  الضحايا؟

ولماذا  الدماءُ  منها  تسيلُ؟

ولماذا  تفجر  الصخرُ حزنا؟

ولماذا قد ضاق  فينا السبيلُ؟

ولماذا  شدو  الطيور تلاشى؟

ولماذا غزت  ثرانا  الخيولُ؟

وأبو جهل  صار لقمان  فينا

ورمتنا     هوازنٌ    وهذيلُ؟

أي   حقد   توارثوهُ   دفينٍ ؟

وجارحيهٍ    خناجرٌ  ونصولُ

غضب  الله   في علاه  كثيرا

واشتكى منه نهجنا والرسولُ

هو دين   السلام  نورٌ تجلًى

هو  سفرٌ   للعالمين   جليلُ

أيُ دين   يبيح    قتلُ  بريئ ؟

أيُ   جرم   دعا   له  قابيلُ ؟

ورمتنا   نبالها   دون  ذنبٍ

والضحايا صغارُنا  والكهولُ

وجموعٌ   تشردتْ   من  ديارٍ

ونزيل   الديارِ  وغدٌ   دخيلُ

نازفاتٌ  جراحنا   من  زمان

والسؤالُ  يدور أين  الدليلُ ؟

دجلةُ الخير أين تلك المغاني ؟

يافرات  العطاء  أين النخيلُ ؟

كم أصيل قد  أفجعتهُ  المنافي

والمنافي  طريقُها    مجهولُ

ياأخا الدرب والرحيلُ  نصالٌ

دامياتٌ وفي الحشا  تستطيلُ

لاتسلني عن محنتي في الأقاصي

فهي  الداءُ   والبلاءُ   الثقيلُ

غرق العمرُ في خريف الليالي

لايواسيه  صاحبٌ  أو  خليلُ

لاتعيبوا عليً سهدي ودمعيْ

لفراق العراق يبكي الفحولُ

هو دربي  هو   تقويمُ   حبّي

وولائي    لغيرهٍ    مستحيلُ

وأرى الموتَ في ثراه حياةً

في   دمائي  ترابهُ   مجبولُ

هو باق  في يقظتي ومنامي

هو  باق  وما  عداهُ  يزولُ

ليس  إلاهُ   بلسما  لجراحي

ليس  إلا  العراق ظلّي الظليلُ

أودعً   اللهُ   في  رباهُ  كنوزا

وجنانٌ   جبالهُ   والسهولُ

والحضاراتُ أشرقتْ من ثراهُ

والفراتين   نبعهُ  السلسبيلُ

ثوبه الطهرُ والنجومُ  وشاحٌ

يحتويهٍ   القرآنُ   والأنجيلُ

فإذا   طابً   فالزمانُ  بهيٌ

وإذا   هانً  فالزمانُ   كليلُ

هو أقوى من حالكاتٍ اللياليْ

ولعمري هو المهيبُ الجليلُ

وطني  أيها  العراقُ   المفدّى

مديةُُ الاغترابٍ خطبٌ  وبيلُ.

 

جعفر المهاجر.

12/9/2017

 

 

في نصوص اليوم