نصوص أدبية

المنشور الأخير

هذا المنشور ليس قصيدة شعر، ولا كلمات خاضعة لأوزان، هذا المنشور قول مأثور، نداء موجه لبني الإنسان

latif shafiq

المنشور الأخير! / لطيف شفيق سعيد

 

لم يبق عندي إلا هذا المنشور

هذا المنشور لا يحتاج لعراب

ولا من يفهم فك الأشفار

هذا المنشور علاني

لا يخزن بأرقام سرية

هو ليس كمناشير الأمس المنسية

نخفيها تحت القمصان

ونلصقها في العتمة

على الجدران

وننشر قسما منها

بدوائر الأمن

ومراكز الشرطة

ومجارير رجال السلطة

ونرسل أعدادا منها

لمكاتب كبير الحكام

الآن لنبدأ بقراءة هذا المنشور

في السطر الأول منه: هيا انهض

في السطر الثاني: فلتنهض ولتنهض

في السطر الثالث: لا تتردد

في السطر الرابع: الخطوة تعقبها خطوات

في السطر الخامس: حتى لو أختل الميزان

في السطر السادس: الوزن يصححه الإنسان

في السطر السابع: لنقرأ ما دمنا نعرف أن نقرأ

في السطر الثامن: هذا أوان الشد

في السطر التاسع: اشتدي زيم

في الشطر العاشر: الفجر الساطع قد لاح

هذا المنشور للذين عن حقهم ساهون

وللمغفلين الذين لا يحميهم القانون

هذا المنشور هو نداء للفقراء

التائهين وسط البلاء

لقد أزفت الساعة فتدبر أمرك

ما حك جلدك مثل ظفرك

فلن تحظى بأحسن من هذا المشوار

هذا مشوارك فعليك أن تختار

ما بين النوم الأبدي في العتمة

أو بين تخطي الأسوار

فلن يفل عزيمتك سور

فجميع الأسوار سرعان ما تنهار

أسوار يشيدها الأشرار

ستنهار بمعاول الأحرار

 

لطفي شفيق سعيد

التاسع من أيلول 2017

في نصوص اليوم