نصوص أدبية

يكفيكَ يا وطني النواح

يا أيها المخدوعُ  لـــــمْ تكُ منصفاً

إنّ الجراحَ طريةٌ لــــــــــــم تندملْ

abdulfatah almutalibi

يكفيكَ يا وطني النواح / عبد الفتاح المطلبي

 

يكفيكَ يا وطني النــواحُ على الطللْ

لا يأبه  الغرقانُ  يومــــــــــاً بالبللْ

 

مذ حطّتِ الأغـــــــوالُ  في أنحائنا

صرنا رقيقاً فــــــي مزاداتِ الدوَلْ

 

الغولُ عرّسَ بينـــــــــــنا فتجشأت

موتاً مقابرُنا وكــــــــــدنا نضمحلْ

 

حجبَ الضياء عـن الحقولِ فأمحلتْ

وتوطنَ الديجورُ فيـــــــــنا وانسدلْ

 

فمتى سترتجلَ العــــــــــزائمَ ثائراً

يا أيها الوطن المُخبأُ فـــــي المُقلْ

 

بعضٌ تمردَ وهــــــــــــو يعلمُ إنما

بالقيدِ ترسفُ فاستبدّ بــــــــه الخبَلْ

 

يا أيها المخدوعُ  لـــــمْ تكُ منصفاً

إنّ الجراحَ طريةٌ لــــــــــــم تندملْ

 

وحسبتُ أنكَ لا يزلَّ بــــــك الهوى

وتبيع من يهواكَ بالثمــــــــنِ الأقلْ

 

أتراكَ كنت تظنّ أنــــــــــكَ  واجدٌ

عني بديلا ســــــــــاءَ بُغيانُ البدَلْ

 

قد كنت تبريحي وعنــــــوانَ الأسى

لكنني أهواكِ يا(........) منذ الأزل

 

لم أدرِ أنّكَ فـــــــــــي المودةِ نحلةٌ

تهوى رحيق الوردِ من أجلِ العسلْ

 

ما عادتِ الأعذار تنفـــــــع عاشقاً

ولأنتَ من يبغي  ويقطعُ ما وصَلْ

 

يا أيها الوطنُ الجميــــــــلُ قتلتني

لمّا رأيت الماء ضَحْضَحَ منْ وشلْ

 

كم قد ظننتُ بأنّ حضنـَـــك دافئٌ

لِمَ فيكَ دوماً يسبـقُ الســـيفُ العذَل

 

مُذْ ألفِ ليلٍ كنــتَ تبحرُ في الأسى

بحثا عن الشطآن والرمـلِ الخَضِلْ

 

دربٌ مشى بكَ غيـــرَمكترثٍ بما

عانيتَ من عَثَرٍ ومـــــن أينٍ جلل

 

كم لذتَ بالصُبّار مــن حرّ الجوى

ووثقتَ بالأشواكِ مــن أجلِ الظُلل

 

وصبرتَ ماعاجَ الطــريقُ مكابراً

تمشي حثيثاً غيــــرَ أنكَ لمْ تصلْ

 

ووهنتَ وانهالتْ عليــــكَ مُداهمو

ووقعتَ ثم نهضـــتَ تهـزأُ بالعلل

 

الآن قد وثقوا مــــــــن القيد الذي

وضعوه في قدميك وانقطع الجدل

 

قد كنتَ قيصرَ أمـــــــةٍ وسيوفُها

دارتْ عليكَ تـريدُ ذبحَكَ يا بطلْ

 

 

في نصوص اليوم