نصوص أدبية

تجليات

لولا الحياءُ لأغرقتني أدمعي

طوبى لكم ياسادتي الشٌهداءُ.

jafar almuhajir

تجليات قمرُ بني هاشم / جعفر المهاجر

 

سيري فسيرك للأنام عطاءُ

وتوهجي فلك الشعوب ولاءُ

 

وتقحّمي سُجُفَ الظلام كنجمة

من وجدها تتوهج الأضواءُ

 

وتوغلي في الأرض جذرا ثابتا

يغني الوجود وليس ثم خفاءُ

 

في كل فج أثمرت أشجارها

صفحاتها حريةٌ حمراءُ

 

تزهو كعين الشمس وهي بهية

ظمأى ووالهة لها البطحاءُ

 

وطريقها فيه الملائك تحتفي

والدوحُ والثوارُ والشعراءُ

 

وغدا انتصار الدم فيها شرعة

يهفو لها الآباء والأبناءُ

 

نهجُ التقاة محجةُ بيضاءُ

وجهادهم للعشقين رواءُ

 

وهمُ مصابيحُ الطريق لأمة

وهم المعينُ الثر والأفياءُ

 

وهم الكرامُ الطاهرون من السما

وهم السفينةُ لو بدت ظلماءُ-1

 

إن النفوس برفضهم لم تستقم

وتسودها البغضاءُ والأهواءُ

 

الثائرون على الطغاة كأنهم

مثل البدور صفاؤهم لألاءُ

 

زكَى إله العالمين جلالهم

والرعدُ والأحزابُ والإسراءُ

 

هذا حسينُ في الجنان مقامُهُ

علم ُ الهدى والرايةُ الشماءُ

 

يوم الطفوفُ وأيُ يوم مثلُه

وبه الشهادة معْلمُ وضًاءُ

 

وبه تسامى البذل في عليائه

وبه تهاوت ردًةٌ عمياءُ

 

نعم الرجال الواثبون على الردى

عباسُها والفتية النجباءُ

 

نالوا الشهادة فاستحالوا أنجما

في المشرقين وفي السما أحياءُ-2

 

ياويلً قوم فطًعوا أرحامهم

هم عصبةٌ دمويةٌ شوهاءُ

 

هذا هو العباس ضيغم هاشم

هو دون ريب للوفاء رداءُ

 

وجد الشهادة قد سرى في روحه

في جانحيه توثبٌ وولاءُ

 

للعلقمي شهادة لاتنطوي

تشدو بها الآفاق والأرجاءُ

 

وكعمه الطيار نال المبتغى-3

وختامها دار الخلود جزاءُ

 

بطل الشهامة والمروءة والإبا

مازال صبحُ أو أطلَ مساءُ

 

ظمأُ سرى في روحه ودمائه

والطهر في أنفاسه أنداءُ

 

*حرانُ يغمره الحنين لجده

فيه اليقين ولم ينلهُ عناءُ

 

هو منبع الإيثار نجل المرتضى

صولاته شهدت لها الأعداء

 

هذا إمام الحق أمسى ظامئا

يانفس هوني فالبقاء بلاءُ-4

 

لا ..لا .. ولا بعد الحسين هناءُ

بئس البقا لو بلَ ثغري الماءُ

 

لهفي على الأطفال من يسقيهمُ

كيف اللقا لو نادت الحوراءُ؟

 

عشق الحسين محجتي ودريئتي

ودمي له في النائبات فداءُ

 

لو مزًقت مني اليمين سيوفهم

لالن يفتَ عزيمتي الجبناءُ

 

في الشام شيطان الفجور وليَهم

هل تستوي الأنوار والظلماء؟

 

آل النبي المصطفى حصن الرجا

والجاحدون دروبهم قفراءُ

 

فهمُ بقلبي لو دهتني غربةٌ

وعبيرهم في الجانحين ضياءُ

 

لولا الحياءُ لأغرقتني أدمعي

طوبى لكم ياسادتي الشٌهداءُ.

 

جعفر المهاجر.

...............

أشارات:

1- أشارة إلى حديث الرسول الأكرم ص: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)

2- إشارة إلى الآية الكريمة: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءُ عند ربهم يرزقون) 169 آل عمران

3 - إشارة إلى شهيد مؤته (ذي الجناحين) جعفر بن أبي طالب

4 - إشارة إلى قول الإمام العباس أثناء المعركه: (يانفس من بعد الحسين هوني وبعده لاكنت أو تكوني)

*حرًان: عطشان من شدة الحر.

 

 

 

في نصوص اليوم