نصوص أدبية

جرحُ صنعاء

صنعا يا أمُ الأبواب السبعة والشعراءْ.

يامهدً التأريخ الأبهى.

jafar almuhajir2

جرحُ صنعاء / جعفر المهاجر

 

صوتك يبحث عن نبع.

أو غصن أخضر.

في وجه الزمن المجدور.

لكن النبع يغور.

ورؤوس الصخب المجبول

بوحل الزيف.

تخرج من صالات الغدر.

ومسارح سمار الليل.

وقصور الخصيان العور.

تتلو سيلا  من كلمات سوداء.

هبت عاصفة الحزم العظمى.

كي تعلن بدء القارعة العربية.

وزحف الديجور.

نحو الأكواخ الطينية .

والزهر الظامئ للنور.

كي تدفن آلاف الدورْ.

كي ترمي شعبا عربيا.

في قبو مهجورْ.

باركها الأقطاب الأعراب  .

فرحوا ..  رقصوا.. هزجوا

شربوا أحلى الأنخاب.!

زفروا سيلا ناريا من أحقاد .

هبت عاصفة الحزم العظمى.

أحيت مجد  الأجداد.

هتفوا:

ماأحلى حلف الأحباب.

معنا الموساد.

وأقوى الأسيادْ.

تحمينا خلف المتوسط

ماكنة حربيهْ.

معنا جامعة عربيهْ.

يرأسها عبد مأمورْ.

و(مجلس أمن) منخور.

هو طوع بنان الأم العظمى.

ينطق باسم (الشرعية).

يحمي القاتل من (غدر) المغدور.

فلتحيا وحدتنا القومية .!

معنا ألفُ مسيلمةٍ كذابْ.

وخليفتُنا هاجسهُ (حبُ اللهْ)

و(رفعُ الظلمْ ).

و(ونشرالأعمال الخيريهْ).

هو يحمل أعلى الألقابْ.

ويدين الإرهابْ.

ويرفض قانون الغابْ.

معنا وعاظ مأجورونْ.

ولدينا ثروة قارونْ .

وجموع من أذنابْ.

ولنا في كل القارات عيونْ.

وقلاعٌ تحمينا.. وحصونْ.

ولدينا طياراتٍ تخترقُ الأجواءْ.

دباباتٍ تغزو الصحراءْ.

وبوارجً  بحريهْ.

ترمي نيرانا عن بعدْ.

وتفني كل الأحياءْ.

نحن الأعراب الأصلاءْ.

إخوان في السراء وفي الضراءْ.

لؤماءٌ .. سفهاءُ.. جبناء.ْ

يجمعنا عرف القتل الأعمى .

وبلا أدنى إبطاءْ.

فليحيا حلف الكرماء.

وليبدأ طوفان الدم.

في عصر الملحمةٍ العظمى

عاصفةِ الحزمْ.

رغم جميع الأعداءْ.

***

صنعا يا أمُ الأبواب السبعة والشعراءْ.

يامهدً التأريخ الأبهى.

ياحصنً الثوارٍ النجباءْ.

ياطيرً الطهرٍ السابحٍ في بحرٍ الحزنْ .

ياحشرجةً الغبشٍ الداميْ.

يانبع الوجد المأسور.

ياقمرا مذبوحا يلهجُ باسم اللهْ.

ياصرخةً حق مهدورْ.

ياجرحا  ممتدا..

في كل قلوب الشرفاءْ.

جال الأعراب الأجراءْ.

قلبوا معنى الأشياءْ.

مضغوا لحم الفقراءْ.

نشروا الموت على الأحياءْ.

غاصوا في أوضار سفالتهم .

زفروا قيحا وغبارا وسموما.

وطواحينا .. وصديدا.. وعواءْ.

رقصوا في طوفان الحقد المسعورْ.

يملؤهم زهو شيطانيٌ وحبورْ.

صنعوا نصرا موهوما دون حياءْ.

(صنعاءُ عاصمةُ الروح.

أبوابُها سبعةٌ.

والفراديسُ أبوابها سبعةٌ.

كل باب يحققُ أمنيةً للغريبْ.

ومن أي باب دخلتْ

سلامٌ عليك.

سلامٌ على بلدةً.

طيبٌ ماؤها طيبُ.

في الشتاءات صحو ٌ أليفْ.

وفي الصيف قيظٌ  خفيفْ.

على وابل الضوء تصحو.

وتخرجُ من غسق الوقتْ.

سيدةً في اكتمال الأنوثةْ.

هل هطلتْ من كتابٍ الأساطيرْ؟

أم طلعتْ من غناءٍ البنفسجْ؟

أم حمًلتها المواويلُ

من نبع حُلم قديمْ.؟! 1

***

جرحُك ياصنعا كشف المستورْ.

فضح السفاحين الأرجاسْ.

أشعل في هذا الصمت الموحشٍ.

رفضا قدسيا وضياءْ.؟

ضجًتْ هاماتُ الأوراسْ.

وصحارى الربع الخالي بالأوجاعْ.

والنخلُ البصريً نعى الشهداءْ.

آه آه آه ياصنعاء.

ماأبشع فعل الجبناء. !

ماأنكد عصراللقطاء .؟

(وطني البدوي .. نساؤك منهوبة.

ويباهي رجالك نصرا بأعضائهم فرحين.

تب قوم زعاماتهم أرنبٌ عصبي جبان .

وعزمهمُ خصية ٌ نائمهْ.

أسكتوا فالحكومات في أستها نائمهْ.

على عهرها شُدت الأحزمهْ.

وعلى صدرها ماتشاء من الأوسمهْ.

وتوضأ مجرمها بالدماءْ.

والدماء التي غسلوها .

تسد خياشيمهم وقلوبهم الآثمهْ.) 2

آه آه آه ياصنعاء .

من  حارات غارقة بالحزن وبالدم.

من أضلاع الأطفال المطحونة تحت الأنقاض.

من محرقة الحقد الوثني الأعمى.

من شهقات الأشلاءْ.

من كل عذابات الفقراءْ.

ينهض جيل الثوار النجباءْ.

دمهمْ طلعٌ بريٌ ونقاءْ.

يهتك وجه الديجور .

يفضح غدر الأشرارْ.

يغدو نسغا للأشجار.

ورجاء .. وبهاء .. ونماءْ .

لليمن الدامي المأسورْ .

هذا قدر مقدورْ.

في لوح أزلي مسطورْ.

إن عدو الله / عدو الأرض /عدو النور.

مدحورٌ .. مدحورٌ .. مدحورْ.

 

.................

إشاره:

1- الأبيات التي بين قوسين للشاعر اليمني عبد العزيز المقالح.

2- الأبيات التي بين قوسين للشاعر العراقي مظفر النواب.

جعفر المهاجر.

 

في نصوص اليوم