نصوص أدبية

آآآآآآهٍ

كيفَ تطمئن إلى هذا الليل

وقد ابتلعَ منذ قليل نهارَك

abdulfatah almutalibi

آآآآآآهٍ / عبد الفتاح المطلبي

 

آهٍ أيُها القلبُ الحزين

لنْ يخطرَ ببالكَ الفرَحْ

إغرفْ بجفنيكَ  ما شئتْ

فنهرُ الأسى مترعٌ

وكلُّ  الماءِ دموعٌ

كيفَ تطمئن إلى هذا الليل

وقد ابتلعَ منذ قليل نهارَك

أم كيفَ تطمئنّ إلى السنين

وهي تسرقُ شيئاً منْ عُمرِكَ

قبل أن تغادرْ

تاركةً ندبةً

في روحك الجميل

كيفَ تطمئنّ إلى السماءِ

وهي تراقبُك

ليلَ نهار

تراك في المحنةِ

ولا تمد يدَ العون

أم كيف تطمئنّ إلى اللأرض

وأنت تعرفْ

أنها ستبتلعُك في أية لحظة

أيها الواقف وحيداً

مثل شجرة في برّية

هجرَها الطيرُ

واستوطنتها الريح العقيم

أبدلَتْ حفيفَ أوراقِها

وشقشقةَ العصافيرِ

بأزيزٍ مريع

ماذا تنتظر

هذه الشجرة

غير حاطبٍ عجول

ألجأهُ ليلُ الزمهريرِ إليك

أو نهارٌ

يندرُ في قرّهِ الدبيب

لا تتكلمُ فيهِ إلاّ الفأس

ولا تشبعُ فيه النارُ من حطبْ

أيها الواقف مثل شجرة وحيدة

في برّيةٍ ماذا تستطيع أن تفعل

وهي ترى إلى السوسِ

ينخر أسفل جذعها

إلاّ أن تتهاوى .

 

 

في نصوص اليوم