نصوص أدبية

ريـاح العودة

وطيفُ حمام يَهدِلُ عند الغروب،

يذكّرني بما تناثر من لحظات،

mohamad almahdi

ريـاح العودة..! / محمد المهدي

 

لا أسمع .. ولا أرى !

أُشَيّعُ إلى مثوايَ كل المتاهات،

وأحمل أثقالي على رياح العودة،

حيث تغدو الشمس وتروح ..

أَلْهَجُ بما تبقى من الكلمات،

قبل اقتراف القول

وانسلال الحروف الموات !!

لا أسمع .. ولا أرى !

على حين غفلة من عسس الروح،

تتنطع النظرة في الأحداق،

معلنة موسم الصدود والأشواق،

و برودة الحنين في ليالي العشاق .

لا أسمع.. و لا أرى!

وأُغمِضُ عَلَــيّ الكونَ،

فتَنْسَدِل الجفون ملء الآفاق..

لُفافاتُ الهجر العميق تجتاحني،

وتُسْلمني من هروب إلى هروب،

و تسقيني كاساتِ الحب الوَفير ..

لا أسمع..و لا أرى!

ودَوِيُّ النّجيع في العروق يفضح

انحيازي إلى الصمت اللذيذ ..!

ويغمُرني برعشة الودّ،

وسكرة الغد السعيد .

لا أسمع..و لا أرى!

وطيفُ حمام يَهدِلُ عند الغروب،

يذكّرني بما تناثر من لحظات،

ويسحَبُني قسرا من دُخان الذات ..

فأَنْفُثني من غَوْر الآهات،

لأَستلقي على شِفاه الحَيارى ،

سُؤالاً مُترفا يَشفع لرواد الصّبح كل الزّلاّت .

 

محمد المهدي – المغرب - تاوريرت

 

في نصوص اليوم