نصوص أدبية

كلما رسمت وجه طفلة تتجه فرشاتي رغماً عني نحو أطراف مآقيها اللوزتين لأرسم قطرة مطر أجمع النقاد على إن خطوط الفم في رسوماتي مقوسة نحو الأسفل وأنبئوني أنها إشارة لاضطراب نفسي حاولت مراراً أن افتعل رسم وجه طفلة تبتسم أسبلت جفونها كي لا يطل الحزن من الشباكين ومنحت شفتيها الورديتين أقواسا نحو الأعلى نظر النقاد لبعض مهمهمين وقرروا إنها صورة طفلة تختفي قطرات مطر تحت غيوم عينيها المسبلتين،أما خطوط الفم فقالوا إنها مضطربة مترددة و كأن الطفلة المبتسمة تهم بالبكاء.

حين سألني طبيبي النفسي عن صوت يتردد في خاطري حينما ارسم وجوه أطفال بلدي أطرقت لأجيب : ـ

ـ صفارة الإنذار....!

2

صرير الباب الخشبية للشرفة يتلقي ربتات نسمات خريف باردة ليضيف نكهة دخيلة ًعلى صمت الليل وحيدة في غرفتي القصيّة سكون الليل يقيم حفلة تكريم لأشباح الحزن الجاثم على قلبي،لهب الشمعة يرتجف برداً ووحدة،وربما خوفا من مشهد ما ....

ورقتي تنام مستسلمة لضربات سوطي المزمجر المخربش لسيمفونية الصمت والصرير،الم هائل يعتصر روحي ،ألهب ورقتي الصابرة بسيل من سياط ورغم إشفاقي عليها من تلك الشرائط الدموية استمر بالضرب،ويرتجف لهب الشمعة ...!

3

جبل يتربع في وسط  اللوحة تزين سفحه أشجار لوز داكنة الخضرة، طيور صفراء وحمراء  تمسح الأفق الأزرق الصافي إلا من وشل غيمات بيض كأنفاس الملائكة هواء لوحتي رائق مترع برائحة خضرة طازجة وقوس قزح يتزحلق ضاحكا مؤطرا ركنا من جوانب فردوسي المديد ، موسيقى الأمواج المتكسرة على الشاطئ الصخري تتغلغل في نسيج لوحتي وتمنح السماء امتدادها الهائل في قلبي

تتصاعد زقزقة  سعادتي بدخول طيفك كشمس ساد لونها الملكي على الافق

كنت أتقافز متلقية شذرات فرح ذهبية حينما صرخ بركان من فم الجبل نافثا حممه السود  ليمحق اللون الرمادي كل الألوان.....

4

أخبرني شهريار انه سيقطع رأسي إن سكتت فبقيت انزف الكلمات كل أيامي......

 بان الخيالي