نصوص أدبية

الجنــود

منشغلاً تتابعُ في سماءِ الفاوَ

أسراباً من الطيرِ المهاجرِ

jaber alswdani

الجنــود / جابر السوداني

 

1

خوفٌ على ضفةِ

المســـــــــــــــاءِ

الفاوُ في مرمى حجرْ.

متتابعٌ خطوُ الجنودِ إليهِ

عبرَ مسالكِ الألغامِ

والملحِ الأجاجِ

وأنتَ في الرتلِ الأخيرْ.

هوناً تجـرُّ الخطـوَ

منشغلاً تتابعُ في سماءِ الفاوَ

أسراباً من الطيرِ المهاجرِ

أفزعتْها في الغروبِ

قذائفُ الأوباشِ

فابتعدتْ تلوذُ بغيمةٍ

والليلُ تشعلهُ

الصواريخُ البعيدة ُ بَـغتة ً

ومشاعلُ الـتَّنويرِ ألافٌ مؤلفة ٌ

وليلُ الفاوَ

مثلَ جهنمِ الحمراءِ

ينفثُ غيظهُ

حمماً على رملِ السواترِ

 

2

والفاوُ في مرمى حجرْ.

متعثرٌ خطوُ الجُّنودِ إليهِ

وجوهُهم مطليـَّة ٌ بالقارِ

مثلَ زوارقِ الأعرابِ

في سبخِ الجَّنوبِ

الصبحُ أقصى ما يحاولُ بعضُهم

وحواجزُ الإعدامِ اقربُ في المساءِ

وأنتَ في الرتلِ الأخيرْ.

هوناً تجرُّ سنينَكَ النزرَ اليسيرَ

عن الحريقْ.

 

3

والفاوُ في مرمى حجرْ.

متقهقرٌ خطوُ الجُّنودِ

إلى الوراءِ

وأنتَ في الرَّتلِ الأخيرِ

هوناً تجرُّ خطاكَ

مزدرياً دمَكْ.

أبمثلِ هذا الخطوِ

تندفعُ المنيةُ ؟

من أين جاءتكَ البلادةُ هذِهِ

لتظلَ منتصباً كجذعٍ ميتٍ

الأرضُ لا مأوى يقيكَ

وليسَ في جفنيكَ

متسعٌ لحلمٍ مرةً أخرى

وحشدٌ من عويلٍ حولَ وجهِكَ

كنتَ مختنقاً بهِ حسكاً وعوسجْ.

فلتكنْ

للريحِ ساقاكَ الخفيفةُ بعدَ ذاك.

 

 

في نصوص اليوم