نصوص أدبية

على أعتاب الرغيف

هناك حيث المسافات تنغمس

في أتون الخطى الوئيدة .

mohamad almahdi

على أعتاب الرغيف / محمد المهدي

 

سماؤك أيها الآتي

تنذر بنهايات اليوم العميق،

و تنثر بشرى السماء

على ضفاف الطريق .

وأنا ارقب خلف الساعات

مصائر الأحلام،

و تواري الأمس الغريق .

هناك حيث المساءات تنأى،

كلما تدنى قرص الشمس من العيون،

وانحى بهاء المغيب على الجفون .

هناك حيث المسافات تنغمس

في أتون الخطى الوئيدة .

وتستبد الرعشة بالأنامل العنيدة،

كلما همت باحتجاز البوح على الأوراق،

حيث ينطق الصمت وتنفلت الأشواق.

سأنسج طيف الحكاية

من شذى الفجر الموف على الساحات ..

وأفك شفرة البوح الوليد،

لأجلي الحقيقة عن وقف الآيات..

وأمسح من على جبين الوطن

بؤس الولاة وأدران الزناة .

لست أشكو اغترابي وصدود الحياة .

فقد تدلى ما تبقى من عناقيد الربيع

المسجى على أعتاب الخريف .

وحطام الأمل تذروه الأيام،

و تقرأ على مبسمه السلام .

يتهادى كالريح المرسلة

إذا ما أذن الخريف ..

أو طاف على الطلل طائف من الرصيف،

يمرغه الرغيف عرقا ..

و ينقاد إليه الوجع .

دون كلل يسابق التعب اليومي

حين ينثال كما الأحلام ..

سرابا ينسل عبر العيون،

وخيبات تحفر لحودا للظنون .

 

محمد المهدي -  تاوريرت 

 

 

في نصوص اليوم