نصوص أدبية

صباحٌ مغمّسٌ بريشةٍ سوداء

لم اجد في محياك الا شحوبا

ونكران وجهٍ وصدّا وعسفا

jawad gloom

صباحٌ مغمّسٌ بريشةٍ سوداء

جواد غلوم

 

صباحك نأيٌّ ومنفى

تقولُ وتزفرُ قهْرا وأفّا

متى يا بلادَ الموات الزؤام

أطيبُ وأشفى؟؟

أظلّ كما اليائسين

أراقبُ قبراً وحتفا

متى ارتجى سافلاً ماكرا

تطهرّ مينا وزيفا

تصنّع زهدا وتاب افتعالاً وعفّا

وأكذوبةً من بخيسٍ بخيل

لا تساوي مداساً وقحفاً

يبيعُ عليّاً ، حسيناً ويندبُ طَفّا

ليته حاملٌ وردةً ، غصنَ زيتونةٍ

وأُنكسَ سيفا

وأُغلقَ عنفا

انا الشارد الهارب المستكين

متى استظل بحقلِ بلادي

ألوّن حلما جميلاً

وأغزلُ خيطاً فخيطاً

وأنسجُ طيفا

واهتزّ برداً وشوقاً ورجْـفاً

أناشد قافيتي

راجياً من حروفيَ عطفاً

تخاطب نخلا وعذقا وسعفا

متى يقرب الوعد من موطني

لأسعى إليهِ

أجرجرُ ساقاً وأنهك ردفا

وانْ عطلَتْ قدمايَ هواناً

أجيئكَ دَبّاً وزحفا

لا تقلْ آجلا وسيناً وسوفا

ولو عودة في الهزيع الأخير

كرجعِ حنينٍ يجرجر خُفّا

وهنتُ ، يبست كما الصخر تحت الأديم

وكادتْ دموعي تجفّا

ركضت إليك كما اللاهفين

بقلبٍ شغوفٍ وصدرٍ تضاءلَ خسفا

أخاف عليك من العاقبات

واهلع نحوك رعبا وخوفا

عسى ان ألاقي عناقاً

مثل أفعى لِتهصرني وتلتفّ لـفّـا

ترش الطريق بخورا ، دعاءً ولطفا

لماذا خذلت اللقاءْ

وأبقيتَ فيَّ الحنين

عدمت الهوى

كسرت الغصين الرطيب

لم اجد في محياك الا شحوبا

ونكران وجهٍ وصدّا وعسفا

 

جواد غلوم

 

 

في نصوص اليوم