نصوص أدبية

رِخْوَةٌ أَفْكَارُنَا

في شفاه الناي يقطر وجدا

في يباب القلب يشرق جمرا

atiq nahli

رِخْوَةٌ أَفْكَارُنَا / عاتق نحلي

 

رِخْوَةٌ أَفْكَارُنَا يَا شَعْبُ عَنْكَ

رِخْوَةٌ وَالدَّرْبُ يَمْتَدُّ وَيَمْتَدُّ إِلَى آخِرِ طَلْقَهْ

رخْوَةٌ كَالصَّدَفِ الْبَحْرِيِّ أَوْ كَالزَّبَدِ

والْبَحْرُ لَوْ يَهْدِرُ، يَهْدِرُ دَمَ الْأَحْلَامِ لِلْأَبَدِ

قُرْبَانًا ولَا يَرْتَدُّ

إذْ يَمْتَدُّ كُلُّ قَطْرَةٍ مِنْهُ صَلِيبُ الْأُمْنِيَاتِ

كُلُّ قَطْرَةٍ رَصَاصَةٌ لِقَنْصِ الْفِكَرِ الْحُمْرِ

فَلَا جَزْرَ إِذَنْ

أَوْ لَا سَلَامَ الْآنَ

والْمَدُّ عَلَى الْأَبْوَابِ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ

فَبِأَيِّ مَوْجَةٌ نَغْسِلُ عَارَ الانْتِظَارِ؟

وَبأَيِّ مَوْجَةٍ نَمْسَحُ دَمْعَ الْأُغْنِيَاتِ؟

رِخْوَةٌ أَفْكَارُنَا يَا شَعْبُ عَنْكْ!

فِي مَرَايَانَا الْمُقَعَّرَةِ تَأْتِي كَالْبُخَارِ

عَبَثًا نَمُدُّ أَيْدِينَا إِلَيْكَ

ونمدُّ مَا تَبَقَّى مِنْ هَوًى فِينَا

لكَيْ نَشُدَّ جُرْحَكْ

نَحْضُنَكْ

لَكِنَّنَا نَحْضُنُ خَيْبَاتِ الْمَسَارِ

يَا جَرِيحُ

لِمَ تَخْلَعُ ضَبَابَ اللُّغْزِ عَنْكَ

فِي وُجُوهِ الْكَادِحِينَ

وَتُطِلُّ مِنْ جِبَاهٍ فِي الْمَعَامِلْ ؟

مِنْ مَحَارِيثٍ تَقَفَّى خُطُوَاتِ الْغَيْم ،ِخَطْوَ الْبَرْقِ وَالرَّعْدِ سُدًى

من عيون ماسح الأحذية المصدور

إذ يؤخذ بالحرف على الصحيفة الصفراء

مِنْ عُيُونٍ ذَابِلَاتٍ

بحثت عنك طويلا في جميع المعاجم

كحّلت بالأحمر الثّوري حتى تراك

فتراها ضيّعت أمس خطاك ؟

من دماك  يا شعب جميع الزنبقات الحمر

كل الخمر كل الخبز كل الكرز يجنى

أنت شكل الشكل والمعنى

ودمي الآن يسيل على النّطع يكتب اسمك

يرسم الشمس التي قابلتها ذات يوم على شاطئ حلمي

يرسم الثغر الحليبي الذي صيرني نجما ولغما

يسقي الجرح الذي يجعل الشعر نبوءات ورؤيا

في شفاه الناي يقطر وجدا

في يباب القلب يشرق جمرا

 

عاتق نحلي /المغرب

 

 

في نصوص اليوم