نصوص أدبية

ثمان فسائل من حجر

لا طِـلـى دجـلـةَ يـرويـنـي

ولا راحُ الـفـراتْ

yahia alsamawi2

ثمان فسائل من حجر / يحيى السماوي

 

(1)

مـنـذ دهـرٍ

وأنـا  أركـضُ وحـدي

فـي سـبـاقِ الـفـوزِ بـالـجـنَّـةِ

أو بـئـس الـمـصـيـرْ

 

مـرةً يـسـبـقـنـي الـلـيـلُ  وأخـرى أسْــبـقُ الـصـبـحَ ..

وفـي الـحـالـيـنِ:

وحـدي أركـضُ الأشـواطَ  والـدربُ ضَـريـرْ

 

لـيـتـنـي أعـرفُ:

هـل كـنـتُ  بـهـا الأوَّلَ ؟

أمْ كـنـتُ الأخـيـرْ ؟

***

 

(2)

أأنـا الـظـبـيُ الـذي يـأمَـنُ بـالـذئـبِ

ويـخـشـى حـارسَــهْ ؟

 

هـابـطـاً جـئـتُ كـمـا الـنـيـزكُ مـن حُـلْـمـي

بـفـردوسِ الـسـمـاءِ الـخـامـســةْ

 

طـوَتِ الـيـقـظـةُ ـ لا الـريـحُ ـ جـنـاحَـيَّ

وأعـشـى مُـقـلـتـي ضـوءُ زهـورِ الـلـوزِ

فـي الـوادي الـبـتـولـيِّ الـيـنـابـيـعِ

فـأيـن الـيـابـســةْ ؟

***

 

(3)

آخـرُ مـا اكـتـشـفـتُ فـي

مـتـاهـةِ الـحـيـاهْ :

 

أنَّ الأسـى يُـمـكِـنُ أنْ يُـصـبـحَ نُـعـمـى

والـلـظـى مِـيـاهْ

 

فـكـلـمـا حـاصَـرَنـي الـحزنُ

وسَــدَّتْ بـابَ كـهـفـي صـخـرةُ الـيـأسِ

وشَــبَّ فـي حـشـاشـتـي لـهـيـبُ الـ " آهْ "

 

يـصـيـرُ كـهـفـي روضـةً

والـلـيـلُ يـغـدو مُـشـمِـسـاً كـأنـهُ الـنـهـارُ فـي ضُـحـاهْ

حـيـن أصـيـحُ مـلءَ نـبـضـي:

يـاحـبـيـبـي الـلـهْ

***

 

(4)

كـلَّ يـومٍ

ألـتـقـي فـوقَ بـسـاطِ الـصَّـلـواتْ

 

بـحـبـيـبـي خـمـسَ مـرّاتٍ

ألا يـكـفـيـكِ يـا قـلـبـي ؟

عـلامَ الـعَـبَـراتْ !

***

 

(5)

الـلـهُ فـي قـلـبـي

فـمـا حـاجـةُ عـيـنـيَّ الـى رؤيـتِـهِ ؟

فـهـل تـرى عــيـنـايَ نـبـضَ الـقـلـبِ ؟

هـل تـرى  رنـيـنَ الـصـوتِ أو صَـداهْ ؟

 

وهـل يـرى الـوردُ

ـ إذا تـفـتَّـحَـتْ أجـفـانُـهُ ـ

شــذاهْ ؟

 

سـألـتُ عـقـلـي فـأجـابَ:

كـلُّ مـا تـراهْ

 

فـيـهِ

ظِـلالُ الـلـهْ

***

 

(6)

مَـنْ لـمـذبـوحٍ مـن الـوجـدِ

ظـمـيءِ الـحَـدَقـاتْ

 

لا طِـلـى دجـلـةَ يـرويـنـي

ولا راحُ الـفـراتْ

 

وحـدُهُ وجـهُ حـبـيـبـي يُـطـفـئُ الـجـمـرَ

ويُـحـيـي فـي حـقـولِ الأمـسِ

أشـجـاراً مَـواتْ

 

وحـدُهُ يُـصْـبِـحُ مـوتـي  فـرطَ أشـواقـي لـلـقـيـاهُ

حـيـاةْ

***

 

(7)

رشــيـقـاً

مـثـلَ مَـشـحـوفٍ تـهـادى

 

يـشـقُّ بـنـورِ طـلـعـتِـهِ

الـسَّـوادا

 

أتـانـي والـنـعـاسُ يُـشِـلُّ جـفـنـي

وحـيـن خـلـعـتُ ثـوبَ الـنـومِ

عـادا

 

فـيـا تـنُّـورَهـا إنْ عـزَّ خـبـزٌ

فَـهِـبـنـي مـنـكَ جـمـراً

أو رمـادا

***

 

(8)

بـحـري بـلا مـوجٍ فــكـيـف ســأعــبـرُ

بـحـراً

تـلـيـهِ مـن الـصـحـارى أبْـحُــرُ ؟

 

لـو كـنـتِ قـابَ فـمي شـربـتُ بـمـقـلـتـي

خــمــراً

بــهِ آثــامُ أمــســيَ تُــغْـــفَــرُ

 

تـعِــبَ الـشـراعُ

فـلا الــريـاحُ تــقــودُهُ نـحـو الـضـفـافِ

ولا عـيـونيَ تـصـبـرُ

 

وحـشــيَّـةٌ شــفــتـي

فـلا أنـا صـائـمٌ فـأطــيــق إمـسـاكـي

ولا أنـا مُـفــطِــرُ

***

 

 

في نصوص اليوم