نصوص أدبية

أنتِ طالق !

atif aldarabsaقلتُ لها:

أراكِ يا حبيبةُ مثلَ حكومتِنا العتيدة ؛ عاجزةً عن محاربةِ الفسادِ، عاجزةً عن توفيرِ فُرصِ العملِ، عاجزةً عن الحدِّ من انتشارِ الفقرِ، عاجزةً عن محاسبةِ الحيتانِ، وأسماكِ القرشِ، والأفاعي، والأُسودِ، والنُّمورِ، ووحوشِ المالِ، عاجزةً عن ابتكارِ الحلولِ لمشكلاتِ البلدِ وأهلِ البلدِ .

يا حبيبةُ إنَّ الإنصافَ يقتضي أن أقولَ لكِ إنَّكِ قادرةٌ على الفقيرِ، وعلى طعامِ الفقيرِ، ورغيفِ خبزِ الفقيرِ الذي لا يُشبهُ الخبزَ، وقادرةٌ على كازِ الفقيرِ حين يَطرقُ الشِّتاءُ النوافذَ والأبوابَ، قادرةٌ على محاسبةِ الأرانبِ والدجاجِ والصيصانِ ..

يا حبيبةُ أنتِ بالفعلِ تُشبهينَ الحكومةَ؛ أنتِ بالفعل لا تملكينَ حلولاً لمشاكلكِ العاطفيَّةِ وغيرِ العاطفيَّةِ ؛ فخططكِ التنمويَّة وإدارتكِ للبلادِ تدورُ على محورينِ : البحثِ عن موادٍ لفرضِ الضريبةِ عليها، وأمَّا المحورُ الثاني فإنَّكِ تنتظرينَ على أحرِّ من الجمرِ آخرَ كلِّ شهرٍ لترفعي المحروقاتِ قرشاً أو قرشينِ، وها أنتِ الآن تبحثينَ عن آليَّةٍ لتحريرِ الخبزِ وكأنَّ الفقيرَ محتَّلاً للخبزِ او مُستعمِرَاً .

يا حبيبةُ أكرهكِ جداً حين تتصرفينَ مثل حكومتِنا بلا مسؤوليَّةٍ، وكأنَّكِ اعتدتِ حالةَ الفوضى واللاطريقِ، كلَّ يومٍ في حضنِ عاشقٍ جديدٍ يُخطِّطُ لكِ كيفَ تُديرينَ البلادَ والعبادَ، وكيفَ تسرقينَ الفقرَ من الفقيرِ، والجوعَ من الجائعينِ، والدَّمعَ من عيون الأطفالِ، والعُكَّازَ من العجائزِ والمُسنِّينِ .

ارفعي الخبزَ كما تشائينَ، وارفعي الملحَ والزَّيتونَ، لا تخافي علينا ؛ فالترابُ في وطني كثيرٌ ؛ والرَّملُ كثيرٌ، والغبارُ كثيرٌ .

أرجوكِ اتركي لنا ترابَ الوطنِ أخافُ أن نموتَ عرايا بلا كفنٍ .

هامش : أنتِ طالقٌ .

 

د.عاطف الدرابسة

 

 

في نصوص اليوم