نصوص أدبية

شرفة خارجية

مشهد يعكس صفاء الذهن

إنني أتوحد الآن معه

latif shafiq

(بلكونة) شرفة خارجية / لطفي شفيق سعيد

 

في طابق ثانٍ

من عمارة سكني

شمس تشرين الثاني

إحساس بالدفء

سماء زرقاء مترامية

تحلق الطيور مزهوة

ينساب النسيم عليلا

بلا حدود ولا شوائب

بإمكاني أن أملأ رئتي

مجانا وبلا حساب

سأستغله قدر الإمكان

لمعالجة تصلب الشرايين

سيغنيني عن مراجعة طبيب

تتدفق الدماء إلى مخي

أفكر دون أكراه ورقيب

هناك مشهد فريد

لا يتكرر ببساطة

مشهد يعكس صفاء الذهن

إنني أتوحد الآن معه

سيغنيني عن مشاهد الخوف

والجنائز والدماء

هي لحظة تسامي الروح

لا تضاهيها أوقات أخرى

حالة تجلي صوفية

على دربزون البلكونة

أتطلع لحشرة صغيرة

تلمع في ضياء الشمس

ما أجملها وما أرقها

إنها بلون الأرجوان

المنقط بالسواد

فجأة تمطت برشاقة

تفرد جناحيها وتطير

نحو أفق لا قرار له

وأعقبتها اثنتان

حطت أحداهما على كفي

والأخرى تسلقت سبابتي

كدت أطير فرحا

أشعر بدغدغة لذيذة

كيف لهما أن تعرفا من أكون

وكيف أن أوصل لهما مشاعري

ليتهما تسمعاني

عندها سأهمس لهما

شكرا لكما أيتها الدعسوقتان

كم أنا سعيد الآن

لأنكما أرحتما بالي المتعب

إنها فرصة قد لا تعوض

حبذا لو يمتلأ الكون

بدعاسيق آمنة

بدلا من وحوش ضارية

بأشكال مختلفة

حيوانات وكائنات بشرية

لا ترحم..

 

لطفي شفيق سعيد - رالي

 

 

في نصوص اليوم